رئيس «برنامج المدينة»: نسعى لعودة مصر لتصدير العلوم وابتكرنا أول منظومة لـ«النانو ميديسن فى العالم»
الدكتور إبراهيم الشربينى
قال الدكتور إبراهيم الشربينى، أستاذ ورئيس برنامج علوم النانو، مدير مركز أبحاث المواد بمدينة زويل، إن المدينة تهدف لعودة الريادة إلى مصر فى مجال تصدير العلوم، وإن جميع الباحثين فيها يسعون لاستحداث شتى أنواع التكنولوجيا واستخدامها فى خدمة المجتمع، مشيراً إلى أن مدينة زويل لم تتلق أى تبرعات بعد وفاة العالم الراحل أحمد زويل، مطالباً الجميع بتقديم الدعم والمساندة، وأكد «الشربينى» فى حواره لـ«الوطن»، أن مدينة زويل تعمل دائماً على مواكبة كل ما هو جديد على صعيد العلم الحديث، من خلال البرامج الأكاديمية الفريدة والعمل على الأبحاث العلمية التى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجالات البحثية التطبيقية، والتى من شأنها المساعدة على مواجهة التحديات الاستراتيجية محلياً وإقليمياً ودولياً، موضحاً أن المدينة حالياً بصدد نقل هذه الابتكارات إلى حيز التصنيع، وأن «زويل» استطاعت أن تسجل حتى الآن نحو أكثر من 550 بحثاً علمياً فى مجلات بحثية، إضافة إلى تسجيل 12 براءة اختراع فى قطاعى الصحة والبيئة فى أقل من خمس سنوات.. إلى نص الحوار:
«الشربينى»: لم نتلق أى تبرعات منذ وفاة العالم الكبير ونطالب الدولة بحل أزمة استيراد معداتنا من الخارج
حدثنا عن رؤية المدينة لإنشاء مركز متخصص لـ«النانو تكنولوجى»؟
- عندما أنشئت المدينة، وضعنا لها رؤية محددة لإنشاء مركز متخصص لـ«النانو»، للمساهمة فى خلق اقتصاد قائم على المعرفة فى مصر، عن طريق الاستفادة من تكنولوجيا النانو، كما أن للمركز فكراً موحداً وهدفاً واضحاً تابعاً لفكر ونهج المدينة، الذى يتمثل فى استغلال أحدث ما توصل له العلم فى خدمة البشرية والوطن، والوصول إلى إيجاد حلول للمشاكل الموجودة فى المجتمع المصرى ومن بعدها الوصول للعالمية، بمعنى أن هدف المدينة عموماً، هو أن مصر تصدر العلم والمعرفة للعالم مثلما كانت عليه سابقاً، ودائماً نعمل على استحداث مواد جديدة تحت مسمى المواد «النانوميتيرية الذكية»، والمقصود بذلك أن المادة لديها قدر عال من الذكاء الاصطناعى، أى قادرة على قبول التشكيل والحرارة، وأنها تدرك أى تغير وتستطيع أن تسترجع صفاتها مرة أخرى، من خلال الكهرباء، أو الحرارة، أو الضغط، كما أن هناك أربعة محاور واتجاهات تطبيقية تتحرك من خلالها المدينة، وتتمثل فى حل مشاكل البيئة فى مصر، مثل معالجة المياه، والثانى اتجاه الطاقة ومعالجة مشاكلها، والثالث المتمثل فى الصناعة، والرابع التطبيقات الطبية التى عرفت فيما بعد بـ«النانو ميديسن».
وما المقصود بـ«النانو ميديسن»؟
- هو استخدام تكنولوجيا النانو فى مجال الطب، حيث إن هذا العلم لم يتعد عمره منذ اكتشافه الـ12 عاماً، والمدينة قامت بابتكار وإنشاء برنامج دراسى فى المرحلة الجامعية عن «النانو ميديسن»، هو الأول من نوعه على مستوى العالم كله، حيث تم تخريج أول دفعة العام الماضى، إضافة إلى أنه تم ابتعاث عدد لا بأس به لأفضل الجامعات العالمية لاكتساب الخبرات.
وما مهمة المركز؟
- إجراء الأبحاث المتطورة، واستهداف المشاريع ذات الأثر العالى لتلبية احتياجات مصر الملحة، وتعزيز التعاون بين مدينة زويل، والجامعات المصرية، ومراكز الأبحاث الوطنية، إضافة إلى إعلاء مكانة المركز ليصبح رائداً فى مجال الأنظمة الدقيقة «النانوية» فى مصر.
وما أحدث منتجات معمل «النانو» بالمدينة حتى الآن؟
- منذ أن بدأ المعمل عمله جعل خدمة المجتمع من خلال تطبيقات البحث العلمى أول أهدافه، خاصة استخدام تكنولوجيا النانو فى الطب، حيث إن المركز قام بابتكار ما يسمى بـ«الضمادة الذكية» لعلاج جروح مرضى السكر، وذلك بعد أن أثبتت الدراسات أن 25% من مرضى السكر الذين يصابون بالجروح تحدث لهم دائماً «غرغرينة» تؤدى لبتر المكان المصاب نتيجة الإهمال فى الجروح، وميزة هذه الضماده أن المريض لا يستطيع من خلالها التغيير للجرح عدة مرات، فهى توضع للجرح مرة واحدة وتقوم أيضاً على تشجيع خلايا الجلد للنمو دون وجود أى بروز أو غيرها، كذلك تطوير عقار الأنسولين وإعطاؤه عن طريق الفم بدلاً من الحقن، وأنجزنا 70% منه، خاصة أن أحدث الدراسات أثبتت إصابة أكثر من 11 مليون مصرى بمرض السكر، بالإضافة إلى إنتاج حبيبات صديقة للبيئة لتنقية المياه الجوفية، وألياف نانونية مبتكرة وممتدة المفعول لعلاج أمراض العيون، كما ابتكر المركز أسمدة «يوريا» منخفضة التكلفة وممتدة المفعول، بالإضافة إلى ماكينة التغليف (صناعة مصرية) لتغلف السماد، والمدينة الآن بصدد نقل هذه الابتكارات إلى حيز التصنيع، وتمكنت فرق أبحاث المركز أيضاً من ابتكار «حاملات دواء ذكية» يمكن من خلالها استخدام الرئة فى توصيل الدواء للجسم.
نهدف إلى استغلال أحدث ما توصل له العلم لخدمة البشرية والوصول لحلول عملية لمشاكل مجتمعنا ونستورد المواد الخام من ألمانيا وفرنسا واليابان وأمريكا
حدثنا على آخر ورقة بحثية تم نشرها؟
- المشروعات البحثية تسير فى المدينة والمعمل وفق رؤى وخطى ثابتة، حيث آخر ورقة بحثية تم نشرها كانت فى مجلة تحمل عنوان «النانو ميديسن» العالمية، ويرتكز البحث على توصيل بما يدعى «الشيطان الأحمر» للمخ بنسبة 90%، والشيطان الأحمر هو اسم مجازى يطلق على أحد أنواع الأدوية تحت مسمى «الدكتروبوسين»، وهو أشهر أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج مرضى السرطان، وسمى الشيطان الآحمر، لأن آثاره الجانبية أكبر من علاجه للمرض، فقد استطاعت المدينة أن تسجل حتى الآن نحو أكثر من 550 بحثاً علمياً فى مجلات بحثية، بالإضافة إلى تسجيل 12 براءة اختراع فى قطاعى الصحة والبيئة فى أقل من خمس سنوات، والعمل على العديد من الأبحاث العلمية التى من خلالها فزنا بأكثر من منحة تمويل للمشروعات، التى تخطت الـ25 مليون جنيه.
ومن المستفيد من هذه الأبحاث؟
- تسعى مدينة زويل لحل هذه المشاكل التى يعانى منها المجتمع بأى صورة من الصور باستخدام التكنولوجيا.
كيف يتم توفير المواد المستخدمة فى المعامل، خاصة أنها باهظة الثمن؟
- المدينة تعتمد حتى الآن على التبرعات التى تم جمعها من المصريين منذ البدء فى إنشائها وقبل رحيل العالم أحمد زويل رحمه الله، وبعد وفاته لم نتلق أى تبرعات حتى اللحظة، ونطالب المجتمع المدنى بالوقوف بجانبنا ومساندتنا، خاصة أن المدينة أنشئت على أساس الشراكة مع الشعب، ونعمل حالياً على الاعتماد على المنح التى تأتى من خلال براءات الاختراع والمنشورات للأبحاث، وكذلك صندوق العلوم والتكنولوجيا وأكاديمية البحث العلمى.
هل تواجهون مشاكل فى جلب المواد الكيميائية للمعامل؟
- بالفعل نواجه مشاكل عديدة لجلب المواد الكيميائية والأجهزة من الخارج، كما أن الجمارك لا تفرج عنها إلا بعد فترات طويلة قد تصل لشهور، ما قد يبطل أحياناً مفعولها، ونطالب الدولة بسرعة التدخل لحل هذه الأزمة، كما أننا نقوم دائماً باستيراد المواد الخام من الدول التى لها الريادة فى الأبحاث مثل ألمانيا وفرنسا واليابان وأمريكا.
«الشربينى» خلال حواره مع «الوطن»