في ذكرى الانتهاء من بناء "السد العالي".. البناة يعيدون ذكرياتهم
سيد محمد التسعيني ..أحد بناة السد
11 عاما من العمل المتواصل لبناء السد العالي، الذي احتفالنا بمرور 48 عاما على الانتهاء منه أمس الموافق 21 يوليو.
"باق من الزمن" تلك اليافطة الكبيرة كان يراها المهندس رشدي عطية يوميًا لتخبره بالعد التنازلي على موعد الانتهاء من بناء السد العالي، ورغم حداثة تخرجه لم يدرك رشدي قيمة السد العالي إلا بعد السفر إليه "أول ما جه أمر تكليف بترك مصنع الطائرات الحربية والسفر لأسوان زعلت.. معرفتش أنها هتكون أجمل أيام حياتي".
ويتابع صاحب الـ77 عاما أنه: "من بخته" أن يأخذ السد 6 سنوات من عمره: "كنت بقبض 34 جنيها.. كان مبلغ كويس ساعتها" ليعيش في رحاب السد بأن يكون عضو في جمعية بناة السد.
"عملنا الجمعية من 20 سنة بالقاهرة.. وعملنا فرع بأسوان من 3 سنين" ولم ينكر رشدي أن أسوان كانت أولى بالجمعية لكنها أتت وفقًا لتجمع المهندسين والفنيين بالقاهرة.
ومن القاهرة لأسوان اختلفت القصص فمن المهندس لميكانيكي الديزل سيد محمد ذو الـ90 عاما الذي يستعصى عليه تذكر أيام السد لكنه لم ينسى أصعب لحظة مرت عليه: "تفجير الجبال راح فيه وردية كاملة" هكذا أوضح ممدوح عن والده عن التضحيات التي قدمها بناة السد فمع كل تفجير لأصابع الديناميت كانت تمثل خطر على البناة.
"حلم السد كان أدامهم.. مشروع تحد"، لم يكترث سيد بالورديات الثلاث بقدر ما كان ينجز عمله فالسد 24 ساعة عمل دون انقطاع لتحقيق الأمل.
حصل سيد على نوط الامتياز من الدرجة الثانية والثالثة، فالأول 28 مايو 1964 من قبل الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة تحويل مجرى النهر، والثاني 15 يناير 1971 من قبل الرئيس محمد أنور السادات بعد الانتهاء من أعمال السد، لتظل هي التكريمات الوحيدة التي حصل عليها دون ان يُشكر من قبل جهات أخرى.