شباب يبيعون «ميراث آبائهم الثقافى»: «موضة قديمة.. وكركبة ع الفاضى»
مكتبة منزلية
قديماً، كانت المكتبة جزءاً من أثاث المنزل، بحيث لا يخلو أى بيت من مكتبة مصممة على الطراز الكلاسيكى وتحتوى على أمهات الكتب والترجمات والمؤلفات المختلفة فى كل المجالات، الآن أصبحت المكتبة عبئاً يتوارثه الأبناء، فيسارعون إلى التخلص منه بالبيع، وإذا كانت مساحة المنزل تسمح بوجودها تُترك كقطعة ديكور تزين غرفة المكتب أو الصالون، وما تحتويه من كتب يظل قابعاً على الأرفف للزينة فقط.
تامر صقر، تاجر أثاث مستعمل، يشترى مكتبتين على الأقل كل شهر، من أشخاص يريدون التخلص منها بدعوى أنها مصدر للكركبة ومأوى لتجمع الأتربة: «الأول الناس اللى ماكنش عندها مكتبة كانت تيجى تشتريها مستعملة أو تتفق معايا لو وقع قدامى مكتبة أحجزها لهم، دلوقتى أغلب الناس بقت تبيع وتتخلص منها عشان مساحة البيوت بقت ضيقة»، مؤكداً أنه يشترى المكتبات الخشبية بسعر زهيد لانخفاض الطلب عليها: «عشان مش أى حد بيشترى مكتبات زى زمان ممكن لما أشترى واحدة وأظبطها وأعرضها للبيع تاخد وقت عشان تتباع بعكس الحاجات التانية المستعملة اللى ببيع وأشترى فيها على طول وليها سوق».
شراء المكتبات يكون من خلال القيام بزيارات منزلية لأصحابها، يقوم فيها بتقييم المكتبات ويحدد السعر الخاص بها، وتتراوح قيمتها، من وجهة نظره، ما بين 200 و400 جنيه: «فيه مكتبة صغيرة ومستهلكة، دى سعرها بيكون قليل، وفيه حاجة بتبقى قيمة تستاهل سعر عالى»، أعلى سعر للمكتبة يكون من نصيب المكتبة الكاملة التى تشتمل على الكتب، ويقوم ببيعها بعد دهانها وعمل بعض الإصلاحات، وهو ما يزيد من قيمتها: «اللى بيشتروا المكتبات دلوقتى مش بيشتروها عشان يحطوا كتب، عشان يحطوا عليها فازات أو تحف صغيرة».
تاجر أثاث مستعمل: «المكتبات دلوقتى عشان الفازات والتحف الصغيرة مش للكتب»
«مكتبتى ورثتها عن بابا، هو اللى كان بيحب القراءة وبيجيب كتب كتير، وطول الوقت بيحاول يعودنا على القراءة ويحبننا فيها، بس محدش فينا أنا واخواتى طلع بيحب القراءة خالص»، هكذا قرر هيثم محمود، التخلص من المكتبة التى ورثها عن والده، بدعوى أنها تحتل مساحة كبيرة، مشيراً إلى أنه فى بعض الأحيان كان يقرأ منها بعض الروايات ولكن على فترات متباعدة: «احتفظت ببعض الكتب فى دولابى الخاص، وباقى الكتب اتباعت مع المكتبة، أى كتاب دلوقتى عايزه هلاقيه على الإنترنت».
وأكد «هيثم» أنه ملّ من الكتب التى تحتويها مكتبة والده: «بابا كان له مزاج خاص فى القراءة، الشباب دلوقتى ليهم دماغ مختلفة وبيفضلوا كتّاب معينين وأغلب قراءاتهم بى دى إف»، باع «هيثم» المكتبة بـ250 جنيهاً منذ عدة أشهر قليلة، أما الكتب فاحتفظ ببعضها كذكرى، والبعض الآخر قام ببيعه مقابل جنيهات قليلة. الحال نفسه بالنسبة لـ«يوسف أشرف»، الذى استبدل 3 أرفف خشبية فقط بمكتبته القديمة، للتخلص من الشكل التقليدى للمكتبات: «أنا لسه زى ما أنا محتفظ بهواية القراءة، بس فكرة وجود مكتبة فى البيت بقت موضة قديمة وبتاخد حيز كبير فى الشقة، فبعتها من كام يوم، وطلبت نجار ياخد مقاسات يعمل لى أرفف مستطيلة على الحيطة، شكلها جميل ومش هتاخد مساحة خالص»، كانت مكتبته تحتوى على ما يقرب من 300 كتاب فى مختلف المجالات وبها كتب مترجمة أيضاً، وباعها بـ300 جنيه فقط: «عموماً وجود المكتبة مش مهم قوى زى زمان، خصوصاً إن فيه بديل».