محلل سورى: تركيا دربت منظمات الخوذ البيضاء بدعم إسرائيلى.. والتمويل من خزائن قطر
الدكتور خالد المطرود
يرى الباحث والمحلل السياسى السورى الدكتور خالد المطرود، مدير «شبكة البوصلة الإعلامية» السورية، أن ما يُعرف بـ«منظمات الخوذ البيضاء»، ما هى إلا غطاء لأجهزة مخابرات، وعناصر مخابراتية قادت تنظيمى «داعش» و«القاعدة» فى سوريا، من أجل تدمير الدولة السورية، وفقاً له، مضيفاً، فى حوار لـ«الوطن» أن «الخوذ البيضاء كانت بمثابة أدوات إسرائيلية فتحت لها الخزائن القطرية وتم تدريبها فى تركيا، وحالياً قامت تل أبيب بإجلائهم بعد أن هزم الجيش السورى الإرهابيين».
كيف كانت بداية هذه المنظمة التى تُعرف بـ«الخوذ البيضاء» أو الدفاع المدنى؟
- هذه المنظمة تم تأسيسها تحت عناوين إنسانية من قبل الاستخبارات الأمريكية والبريطانية بدعم لوجيستى تركى إسرائيلى، كان الهدف منها أن يكون العمل الإنسانى غطاءً لها لإدخال ضباط وعناصر أجهزة استخباراتية وعناصر أمنية تتبع هذه الدول، والدول المتورّطة فى الحرب على سوريا.
وكان لا بد من الحديث عن عناوين إنسانية ليدخل هؤلاء تحتها، هذه المنظمة سهّلت عمل عناصر استخباراتية أجنبية داخل وخارج سوريا، مثلما كانت التنظيمات التابعة للدول المتورّطة فى الحرب على الدولة السورية تقوم بأعمال إرهابية فى الداخل السورى، كانت هذه المنظمة تنقل المعلومات إلى هذه المجموعات أو رعاة الحرب فى الداخل السورى، وكانت مع المنظمات الإرهابية بمثابة جيش فى الداخل السورى لخدمة المخابرات الفرنسية والبريطانية والأمريكية وبعض الدول العربية والإسرائيلية.
«المطرود»: دخلوا البلاد لمساعدة «داعش» و«القاعدة».. وخروجهم يعنى اقتناع الدول المحاربة لسوريا بنهاية الحرب بعد انتصارات الجيش السورى
وما الذى حدث الآن؟ ولماذا تغادر هذه المنظمة؟
- الذى حدث أن منظمة «الخوذ البيضاء» كانت غطاءً لدخول القيادات الاستخباراتية أو القيادات فى الحرب على سوريا، وحالياً الحرب شارفت على نهايتها، والجيش العربى السورى انتصر على هذه التنظيمات الإرهابية والدول التى كانت تدعمها، فكان لا بد من إخراج هذه القيادات الاستخباراتية. بعد أن باتت لديهم قناعة بأن الحرب شارفت على النهاية بانتصار الدولة السورية وجيشها، وأنه لم يعد هناك مجال لاستخدام الإرهاب كورقة ضد الحكومة السورية بعد هزيمته، فقط القوى التى تقف ضد الدولة السورية تحاول إعادة التموضع على الأرض من خلال إخراج بعض القيادات وإنهاء مهامها، وهو ما حدث مع منظمة «الخوذ البيضاء».
لماذا انتشرت «الخوذ البيضاء» فى مناطق من تصفهم بالإرهابيين، بينما لم تعمل فى مناطق أخرى؟
- أريد أن أقول أمراً مهماً، فى سوريا لا يوجد شىء اسمه «النصرة أو القاعدة أو داعش»، وإنما كل هذه التنظيمات أو المسميات نعتبرها عبارة عن شركات مخابرات مساهمة، سواء «داعش» أو «القاعدة» وحتى «الخوذ البيضاء»، هى بالنسبة لنا عبارة عن ممثلين لأجهزة مخابرات خارجية، ومجرد درع لأجهزة الاستخبارات والأمن الأجنبية، التى تعتمد حالياً على فكر حروب الجيل الرابع، التى هى فى الأساس حروب بالوكالة تحتاج إلى أن تكون هناك منظمات تأتمر بأوامر الخارج، من خلال هذه المنظمات كـ«الخوذ البيضاء»، يتم انتهاك سيادة الدولة السورية وتدميرها، لذلك أعتقد أن وجود هذه المنظمات فى هذه المناطق هو الذى كان يقود «داعش» و«النصرة» فى هذه المناطق تحت عناوين إنسانية، وتقدم لهم السلاح والخرائط والمعلومات، وكل أشكال الدعم إلى آخره.
ما طبيعة العلاقة بين تركيا ومنظمات «الخوذ البيضاء»؟
- تركيا هى ممثل الحرب على سوريا بالتناغم مع قطر وجماعة الإخوان، خاصة الأخيرة التى وفّرت الغطاء الدينى من خلال ما يُسمى بـ«مجلس علماء المسلمين» الذى يقوده الإخوانى يوسف القرضاوى الذى كان يُفتى لهم، وحصلوا على الدعم الغربى لقيادة المنطقة من سوريا إلى مصر وتونس والأردن، وكلها تحرّكات لتهيئة الأجواء من أجل تصفية القضية الفلسطينية بفكرة الوطن البديل فى الأردن. لذلك الرئيس التركى رجب طيب أردوغان كان يعيش أوهام وأحلام الهيمنة واستعادة السيطرة العثمانية على المنطقة، من خلال المشروع الإخوانى والعمليات العسكرية الإرهابية التى تدرّبوا عليها فى تركيا، من هنا يفهم الدعم والتدريب التركى لما يُسمى بـ«الخوذ البيضاء» إلى جانب التنظيمات الإرهابية المختلفة. لكن ما حدث أن الإرهاب هُزم فى سوريا، والشارع التركى الآن بات مقتنعاً بأن تدمير سوريا يعنى تدمير تركيا، وتقسيم سوريا يعنى مع الوقت تقسيم تركيا وتفكيكها، لذلك فإن الأتراك الآن بدأوا يفتحون الطرق مع «دمشق» عن طريق حلفاء الدولة السورية ممثلين فى الرئيس الإيرانى حسن روحانى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وما رأيك فى صحة الفيديوهات التى كانت تنشرها «الخوذ البيضاء» بداعى أنها «جرائم للنظام»؟
- كانت هناك عملية منظمة تقودها غرفة عمليات تقوم بعمل دعاية إعلامية يتم التصوير فى الخارج والبث فى الداخل السورى، كان الهدف من هذه الفيديوهات عرقلة تقدم الجيش العربى السورى، من خلال إثارة وتهييج الرأى العام السورى ضد الرئيس والحكومة وضد الجيش. وهذه الفيديوهات كانت تقدم إلى منظمات ومحافل دولية، كلها كانت تعمل ضد الدولة السورية، حيث تم إذاعة المشاهد التى تقول بالقصف الكيماوى وغيرها، لكن مع الوقت تكشفت فبركة هذه المشاهد، وتكشف كذبها، بل بالعكس ارتدت آثارها عليها، لأن الكل علم حقيقة هذه المنظمات التى تسمى بـ«الخوذ البيضاء»، والكل علم حقيقة الوضع فى سوريا من أن الدولة السورية كانت تواجه «عملاً إرهابياً منظماً»، هذا الإرهاب تصدينا له بكل إمكانياتنا، دفعنا الثمن غالياً، لكننا دافعنا عن دولتنا وعن المنطقة كذلك.
هل لديكم تقديرات معينة لحجم الدعم الذى كانت تتلقاه «الخوذ البيضاء»؟
- بصفة عامة الحرب السورية كانت بين معسكرين: معسكر الحرب على سوريا، وآخر داعم للدولة السورية أو الحليف لها، وهكذا انقسم العالم حول سوريا، المعسكر الذى وقف إلى جانب الحرب على سوريا فتحت خزائنه المالية لدعم التنظيمات الإرهابية ومنظمات كـ«الخوذ البيضاء»، تركيا قدمت التدريب لهذه المنظمات بدعم إسرائيلى التى عملت -كما قلت- لخدمة منظمات استخباراتية، وقطر فتحت خزائنها لها، فضلاً عن استغلال الوازع الدينى، لتوفير غطاء دينى لهذه المنظمات الإرهابية أو العاملة مع الإرهاب أو تلك العاملة لخدمة المخابرات الأجنبية.