«فاطمة»: «عايشين فى رعب وبنتشاهد قبل ما ننام»
«فاطمة» تحكى ما شهدته من كوارث التيار
فاطمة على محمد، سيدة على مشارف الستين، تغفو بعين واحدة وتراقب بالثانية حركة الضغط العالى الذى يسكن فوق منزلها خوفاً من أن يسقط مرة أخرى على أبنائها وأحفادها الذين يعيشون معها فى غرفتين ورثتهما عن زوجها الذى فارق الحياة قبل 12 عاماً، تسلل الخوف لقلوب أسرتها بسبب الكوارث التى يتركها التيار كل عام، فحرق حفيدتها وضياع شعرها لا يزال أثره موجوداً، وأجهزتها التى تلفت تراها كل حين، فضلاً عن آثار الحريق على الحائط يطاردهم فى أحلامهم ليخرج على شكل كوابيس تفزعهم وتنغص عليهم عيشتهم: «سلوك بيتى كلها اتحرقت وولعت فى حاجتنا»، قبل العيد بيومين كانوا على موعد مع ضربة جديدة تأتى فى الصيف من كل عام مع ارتفاع درجة الحرارة لم تكن مستعدة لها، خاصة أنها لا تنتظر سوى العيد والفرحة فقط: «مكنتش عاملة حسابى إن العيد هيقلب غم».
تلفت أجهزتهم جميعاً من مراوح وثلاجة وبوتاجاز وغسالة وتليفزيون وريسيفر: «خسرنا كل حاجة ويئسنا من التصليح كل سنة»، اشترت بـ1500 جنيه أسلاكاً لتصلح بها بيتها لكنها خافت من أن تركبها حتى لا يسقط التيار مرة أخرى ولا تنال سوى الخسارة المحققة: «أنا بطولى وفى رقبتى بنتى وعيالها هجيب منين، عايشين فى رعب وبنتشاهد قبل ما نام».
تخرج حفيدتها جيهان تقص معاناتها وتحكى عن شعرها الذى فقدته نتيجة سقوط كتلة نار عليها، قائلة: «كنت بكنس فجأة لقيت النار نازلة على راسى شوتنى»، تكمل جدتها حديثها عن تقديم شكاوى لقسم الشرطة والحى لكن دون جدوى، طلبات بإزالته أسوة بأهل القرى، غاب عنها الرد أو قرار يطيب خاطرهم: «السلك فيه قطعات كتير مع الحرارة بيضرب، محدش سائل فينا وكأن أرواحنا بلاستيك»، تحلم بأن تعيش فى منزلها دون خوف يطاردها كل عام، هكذا تتلخص أمانيها على الرغم من سوء أحوالها وضعف دخلها: «احنا كرهنا الصيف بسبب الضغط العالى».