«هنا القاهرة».. سحر التاريخ ومأوى الباحثين عن لقمة عيش
«هنا القاهرة».. سحر التاريخ ومأوى الباحثين عن لقمة عيش
من فوق الرقعة الأعلى فى القاهرة «هضبة المقطم» تظهر جلية للمولّين وجوههم غرباً: القلعة العتيقة ومسجدها، شوارع الحسين، أضرحة، مآذن، مقابر الإمام الشافعى.. وحين يولى الناظرون وجوههم شطر الشرق تصافحهم أحياء التجمع الأنيقة بأضوائها المبهرة، وشوارعها على الطراز الحديث.. وما بين شوارع الغرب العتيقة وأحياء الشرق الحديثة، آلاف الأعوام من التاريخ.. سنوات من الرقى وأخرى من السقوط والاضمحلال لعاصمة الشرق، تلك التى كانت تحوى قديماً بين طياتها الجميع على اختلاف الطوائف والأعراق.
هنا القاهرة
تدور طواحين السنين قلبات
نعيش دوارين من الميلاد للممات
نقيم سقالات إنشاءات معجزات
وندى الوجود أنبياء ورسالات
ومن عشقنا للحياة والبنا والنبات
واجهنا رياح الفنا بنبضة الأغنيات».
(سيد حجاب- هنا القاهرة).
القاهرة التى تمد جذورها فى عمق التاريخ البشرى.. فقدت الكثير من بريقها وجمالها الأخاذ وسط الزحام والتضخم الكبير لمساحتها وسكانها، كما فقدت تنوعها الثرى، لكن أثره لا يزال جلياً فيما تبقى من الأولين.. من شبرا إلى السيدة زينب ترنيمة ومديح، كنيسة وضريح.. ومن التجمع للدويقة شوارع عامرة وأزقة نافرة، وفى وسطها، قهوة وميدان، ثورة وحب، من ميدان التحرير، حين تغضب القاهرة، فى عنفوان ثورتها.
«هنا القاهرة
هنا تاج بلادنا هنا الألف مدنة ومدنة قصادنا هنا
هنا سوق بلادنا وزادنا قصادنا حصادنا قصادنا هنا
هنا شوق ولادنا همومنا عددنا وأحلام تزيد عن عددنا هنا».