عزيزتى اطلّقى وعيشى.. ماتستحمليش
تحية طيبة وبعد:
لو ضربك "عيشى"، لو أهانك "عيشى"، لو خانك "عيشى"، لو مابيصرفش ع البيت انزلى إنتى اشتغلى واصرفى عليه وبرضه "عيشى" لو وصلت لحد إهانتنا إحنا أهلك هانسامحه بس استحملى و"عيشى" حتى لو مبقاش عاوزك.. عيشى، فهمانى أوعاكى شيطانك يوزك وتفكرى التفكير إياه، بيت جوزك مش هاتسيبيه غير وإنتى طالعة على قبرك.
عيشى.. واستحملى هذة الرسالة مسجلة وغير قابلة للناقش أو التغير، جملة موثقة داخل كل أم ومقفول عليها بالضبة والمفتاح، وبنصحك نصيحة أخوية، لا تقترب من هذه المنطقة لأنها حقل ألغام ممكن تنفجر فيك فى أى لحظة.
الست أمينة: قوم رجع بنتك لبيت جوزها يا على ما تفتحش لها باب الشكوى ما تخليهاش تخرب على نفسها، إحنا ما صدقنا جوزناها وخلصنا من هم البنات، سيبها يا خويا تحل مشاكلها هى وجوزها مع بعض ملناش احنا ندخل بينهم.
الحاج على: الكلام ده تقوليه يا أمينة لو متخانقين خناقة عادية، لكن البنت راجعة لنا المرة دى مضروبة ودراعها مكسور، ونفسيتها مدمرة.
الست أمينة: خليك إنت دلع فيها كده لحد ما تطلق وتيجى تقعد جنبك هي وعيالها، وابقى شوف هتخلص من كلام الناس إزاى، وهاتصرف عليها وعلى عيالها منين، وبعدين عادى لما يضربها يا أخويا، كل الستات بتنضرب من إجوازتها وبتعيش ولا بتنطق بحرف واحد، بس بنتك اللى مدلعة حبتين ومش عارفة تلملم على بيتها وجوزها.
الحاج على: بس أنا عمرى ما ضربتك يا أمينة، وطول عمرى ماشى معاكى بما يرضى الله، حتى لما كنت باجى عليكى وبزعلك ماكانش بيهدالى بال غير لما أطيب خاطرك، عمرى ما كنت أقدر على زعلك إنتى أو البنات.
الست أمينة: يا حاج الزمن غير الزمن ورجالة اليومين دول غير زمان، قوم يا أخويا ربنا يهديك خد البنت رجعها بيت جوزها ما تشمتش العيلة والناس فينا.
الحاج على: بس البنت بتقول إنه بيخونها يا أمينة.
الست أمينة: وماله يا أخويا، الست الشاطرة تعرف ترجع الراجل لحضنها مهما لف ودار.
الحاج على: بس البنت بتقول إنه مبقاش طايقها وكل يوم والتانى يضربها ويطردها هى والولاد.
الست أمينة: عادى يا على البنت مالهاش غير بيت جوزها وواجب عليها تستحمله، وإيه يعنى لما فى ساعة غضب يطردها، ما هو بيطردها وبنرجعها له تانى.
وما زال الحوار مستمراً بين الست أمينة والحاج على، والحقيقة أنا نفدت بجلدى لإنهم ممكن يفضلوا فى الحوار ده لسنتين قدام، والظاهر كده ولا مؤاخذة إن الست أمينة شخصيتها قوية والمعركة هاتنتهى لصالحها.
المهم.. وصلت لنا معلومات بتأكد إن الحاج على رجع بنته لبيت جوزها اللى ضربها وكسرها بعد ما الست أمينة أقنعته إنه هايتفضح فى الحتة لو طاوع بنته على فى دماغها.
رجعت أمال لبيت جوزها هى وبناتها مكسورة النفس والخاطر، طبعا إحساسها بإن أهلها ما صدقوا يخلصوا منها كان قاهرها، إحساسها كمان إن ملهاش ضهر وسند خلاها عايشة مذلولة لواحد معندوش أخلاق ولا ضمير.
ما أطولش عليكم أمال قررت تعيش رغم كل الظروف الخطيرة المحيطة بيها، وقالت فى عقل بالها، أحاول الملم على نفسى أنا وعيالى وأهو أدينا مدارينا تحت سقف بيت بدل ما نترمى فى الشوارع.
بس ما أكدبش عليكم الأمر تطور بصورة مفجعة، فى يوم من الأيام أمال قاعدة هى وبناتها لا بيها ولا عليها، دخل عليها جوزها الشملول هو وأصحابه فى حالة من التوهان، أمال وبناتها خافوا من وضعهم وشكلهم، جريت على أوضتها وقفلت عليها وانهارت من البكاء على وضعها اللى مش عارفة هاتخلص منه إزاى، شوية كده ولقت جوزها بيخبط عليها وبيقولها قومى علشان تخدمى عليا أنا وأصحابى، قومى فزى خلى القعدة تحلو.
لحد هنا وهاسيب الحكاية مفتوحة وكل واحد فينا وخياله، تفتكروا مصير أمال وبناتها هايكون إيه؟!
نسيت أقول لكم على حاجة.. إلهام صاحبة أمال نصحتها إنها تروق عن نفسها بدل ما هى عايشة فى الهم ده لوحدها، قالت لها اعرفي لك حد كده تغيرى معاه جو حتى لو مش هاتتقابلوا ع الحقيقة، كانت بتنصح أمال إنها تتعرف على راجل من الفيسبوك تتكلم معاه وتفضفض له وأهى تعيش معاه قصة الحب والراحة اللى مش لقياها مع جوزها، أصل إلهام بتعمل كده ولا مؤاخذة لإنها كانت نفس حالة أمال بالظبط فقررت تلجأ للحل ده بعد ما نصحتها بيه واحدة صاحبتها برضه.
بس أمال رفضت الحقيقة وقطعت علاقتها بإلهام لإنها اعتبرت ده نوع من أنواع الخيانة، ومش معنى إنها عايشة فى جحيم توافق ع الغلط.
إلهام كان رأيها غير كده خالص، كانت بتعتبر الموضوع خيانة معسلة، حاجة كده بتدى طاقة إيجابية لحياتها من غير ما تغلط، ما هو كبيرها إيه تتكلم وتضحك شوية وخلاص لا تشوف ولا تقابل، بس اللى حابة أقوله ليكي يا إلهام إن وقت الفاس ما تقع فى الرأس مش هتلاقى حد يسمى عليكى، مجتمعك لا يرحم، واوعى تعالجى الغلط بغلط.
الست أمينة كانت بتقفل على بنتها كل المنافذ علشان ترضى بوضعها وما تشمتش الناس فيها، وتفضل على ذمة جوزها السكرى عديم الأخلاق اللى من يوم ما اتجوزته ما شافتش معاه يوم حلو، ودة مش صح ولا نوع من أنواع البطولة يا ست أمينة، إنتى كده بتموتى بنتك بالبطىء، وخليتيها فريسة لصديقاتها اللى بيلعبوا فى دماغها بأفكار مدمرة، وجوزها اللى يا عالم هايوصلها هى وبناتها لإيه.
لما بنتك يا حاج على ما لقتش سند وضهر قررت تتعايش مع ظروفها بس ظروفها للأسف قررت هى كمان تكون أقوى منها ومتساعدهاش على المقاومة.
الطلاق أبغض الحلال عند الله، بس ربنا وضعه حل للظروف المنتهية اللى ماينفعش تتصلح، للحياة اللى ممكن تقلب بخراب على الإتنين.
لو بنتك عندها نفس الظروف اللى فيها أمال وحياتها كل يوم بتتطور للأسوأ طلقيها وخليها تعيش ع الأقل لنفسها وولادها.
لما تتقبلى بنتك وماتبقيش أكبر عدو ليها، مجتمعك كمان هيتقبلها بكل ظروفها، لما تديها القوة وتساعديها إنها تعيش وتاخد حقها ما دامت مظلومة، هتلاقى كل اللى حوليها قبلوا حالتها ووضعها.
خليكى لبنتك ضهر وسند وما تسكتيش ع الغلط وتردمى عليه علشان خايفة من الناس ومن كلامهم، اسمعوا لبناتكم وصدقوهم وحاولوا تستوعبوا كلامهم بعيدا عن الخوف والرعب من نظرة المجتمع، علشان فى الآخر ما يروحوش يترموا فى حضن صديقة زى إلهام قررت تاخد حقها بالغلط.
ست أمينة لما مشاكل بنتك تكون سهلة وبسيطة وليها حلول هكون معاكى طبعا فى موقفك ده وأقدره واشجعك عليه، لكن لما تكون الحكاية زى حكاية أمال يبقى انصحك تكونى قوية وتتصرفى قبل ما النهاية تبقى أسود من كده.عزيزتى ياللى ظروفك نفس ظروف أمال إطلقى وعيشى وماتستحمليش وماتخفيش . إمضاء:وستظل عاهاتنا مستمره