كولدير بفلتر.. «من حق الناس تشرب مياه نظيفة»
كولدير بفلتر.. «من حق الناس تشرب مياه نظيفة»
ليست مجرد شربة ماء تلك التى تستوقف المارة بشارع نجيب الريحانى فى رمسيس، إذ تدفعهم الدهشة للتوقف والسؤال «هو إيه ده؟» فى إشارة إلى كولدير المياه الباردة البارز فى الشارع، والمتصل بفلتر مياه، ومع كل دهشة وسؤال ومحاولة لفحص الفلتر ومبرد المياه، يخرج محمد محسب من محله ليجيب عن السائلين.
يتجمع المارة للشرب منه
«كولدير ميه عادى جداً وعليه فلتر.. صدقة جارية متكلفة، علشان تطمن وانت بتشرب».. يكتفى «محسب» بالإجابة، ليتحول السؤال إلى دعاء، يردّده المارة لـ«محسب» صاحب مكتب استيراد وتصدير بالمنطقة، والذى أقامه قبل عامين صدقة جارية على روح والده: «قلت طالما هاعمل خير يبقى أكمله للآخر، وأشرب الناس ميه نظيفة زى اللى باشربها فى البيت عندى، وعامل للكولدير مواصفات خاصة لضخ الميه وتسقيعها، نظراً للضغط عليه طول اليوم».
الخدمة الإضافية التى يقدمها «محسب» فى مبرد المياه، أسهمت فى زيادة الإقبال عليه، مما اضطره إلى تغيير شمعة الفلتر مرتين كل شهر «الأول كنت باستغرب لما أشوف ناس كتيرة واقفة على الكولدير، مع أن فيه كولديرات كتيرة فى الشارع بس، أخدت بالى أنه بسبب الفلتر، وبقى فيه ناس تجيب عبوات كبيرة وتملاها من عندى، وأنا باعذرهم، من حقهم يشربوا ميه نظيفة ومابقتش أسال حد». يحكى «محسب» أنه فكر لوهلة فى التراجع عن الأمر المكلف. يؤكد: «لما باشوف الشوائب اللى خارجة من الفلتر، بيصعب عليا الناس». صدمة كبيرة تمتلك «محمد»، بمجرد رؤيته الشوائب التى يخرجها الفلتر شهرياً، تجعله يحزن على حال المياه: «ده اللى خلانى ما استخسرش، وده اللى خلانى مافكرتش فى 300 جنيه الفرق الزيادة فى الكولدير العادى».