المنظمات الحقوقية.. لافتات أجندات سياسية مشبوهة
تميم - أردوغان
ساهمت الأوساط الأمريكية والأوروبية فى إنشاء كثير من منظمات حقوق الإنسان أو المنظمات العاملة فى هذا النطاق، التى تركز على رصد الانتهاكات الحقوقية، والعمل على التوعية بضرورة وقف تلك الانتهاكات، وهذا أمر جيد ومطلوب ما دام الأمر فى حدود الموضوعية، لكن ما حدث أن هذه المنظمات الدولية، خاصة الكبيرة، التى تأتى منظمتا «هيومن رايتس واتش» و«العفو الدولية» على رأسها، تبين مع الوقت أنها مسيسة، تظهر حين تظهر المصلحة الأمريكية وتتوارى وتتجاهل الجوانب الإنسانية، حينما تختفى المصلحة الأمريكية، وكشفت السنوات الأخيرة هذه الحقيقة وقدمت نماذج كثيرة عن تسييس تلك المنظمات، فمع تفشى ظاهرة الإرهاب أصدرت تلك المنظمات كثيراً من التقارير التى تزعم ارتكاب بعض الحكومات العربية التى تواجه الإرهاب انتهاكات لحقوق الإنسان، لكنها فى الوقت ذاته لم تصدر أو لم تهتم بنفس الدرجة بأن ترصد الظروف التى تعمل فيها تلك الدول، وتدين جرائم الإرهاب على النحو الذى يتساوى مع حماستها لإدانة بعض الدول بداعى ارتكاب انتهاكات حقوقية، وهى التقارير التى تعتمد عليها الولايات المتحدة كثيراً للتلويح بعقوبات على الدول التى تخالف النهج الأمريكى أو ترفض الخضوع للسياسات الأمريكية.
ولا تعتبر الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحدها من استخدمت المنظمات الحقوقية لتحقيق أغراضها، فقد عملت قطر على سبيل المثال لتحقيق أهدافها بستار المنظمات الحقوقية، حيث مثلت منظمة «الكرامة» الحقوقية إحدى أهم المنظمات التى تتستر فيها قطر لتحقيق بعض أهدافها من وراء واجهة حقوقية مشبوهة، شهد بهذا العدو قبل الصديق وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية رئيس هذه المنظمة عبدالرحمن بن عمير النعيمى على لائحة داعمى الإرهاب بسبب علاقته بتنظيم «القاعدة» الإرهابى، وعملت هذه المنظمة على إرسال كثير من التقارير المغلوطة عن حالة حقوق الإنسان فى الدول العربية إلى المنظمات الدولية الكبيرة كـ«الأمم المتحدة» وغيرها، بحسب ما صرح به عدد من المعارضين القطريين والمسئولين الخليجيين.
من جهته، قال المحلل السياسى والعسكرى السورى على مقصود فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»: إن «المنظمات الحقوقية والإنسانية كمنظمة هيومن رايتس واتش ومنظمة العفو الدولية وغيرهما هى كلها منظمات معدة لخدمة المشروع الأمريكى الصهيونى والغربى بشكل عام بدعم أمريكى، ونلاحظ مثلاً أن الكيان الصهيونى ارتكب جرائم لا يعرفها التاريخ بحق الشعب الفلسطينى ثم يتنصل الإسرائيليون من تلك الجرائم، ولا تقترب هذه المنظمات الحقوقية من إسرائيل لكونها مدعومة أمريكياً».
وقال الكاتب الصحفى الكويتى، فؤاد الهاشم، إن «المنظمات الحقوقية الدولية ومنذ نشأتها تأسست ورضعت ولا تزال ترضع من الدعم الأمريكى المالى والسياسى، ولا يمكن أن يكون لتلك المنظمات أى نشاط ما لم تحظ بأى دعم أو تأييد أمريكى، كمنظمة العفو الدولية وبعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة، التى تتلقى الدعم والتمويل من واشنطن»، ولفت الكاتب الكويتى إلى أن قطر هى الأخرى لعبت على وتر حقوق الإنسان للبحث عن المكانة والنفوذ، وقال: «قطر أخطبوط مؤذٍ يمد برأسه فى كل جهة، والغريب أنه لا أحد يتحدث عن الحريات داخل الدوحة ولا عن القمع ولا عن السجون أو عن عدم وجود برلمان أو الانتخابات فى قطر وغياب الصحافة الحرة أو المعتقلات، وبالتالى لماذا لا نرى هذه المنظمات تتحدث عن قمع الحريات فى قطر، بل على العكس تتجاهل ذلك».