«أمنية» اكتشفت جثماناً جديداً فى مقابر عائلتها.. غريب فى تُربتى
أمنية هانى
لم تتوقف معاناة المواطن عند بحثه على مدفن، بل تمتد لما بعد حصوله عليه، وإيداع جثامين الموتى فيه، ليفاجأ بعدها برفات ذويه ملاصقة لجثة غريبة، لا يعلم هوية صاحبها ولا من أين أتت ولا كيف!.. أمنية هانى، فتاة عشرينية، اعتادت زيارة مقابر عائلتها بشكل دورى كل عدة أسابيع، فوجئت فى زيارتها الأخيرة للمقابر بأكوام من مخلفات البناء تغطى مدخل المقبرة، واختفاء متعمد من التربى، بحثت عنه لمدة ساعتين، أصر بعدها على تأجيل نزولها إلى المقبرة حتى زيارتها المقبلة متعللاً بإزالة أكوام الردم أمام المقبرة لتسهيل النزول: «استغربت جداً من ارتباكه وقلقه وأصريت أخليه ينزلنى المقبرة ويشيل الرتش ده من قدام الباب فى ساعتها»، بعدما أنهت «أمنية» وردها المعتاد من قراءة القرآن وانتهاء التربى من أعمال الإزالة، نزلت إلى المقبرة حيث يرقد جدها ووالدها واثنان من أعمامها ففوجئت بكفن إضافى غريب يلف جثماناً حديث الدفن، لا يخص عائلتها: «لقيت نفسى باصرخ فى وش التربى وبقوله مين ده؟ وإيه اللى جابه هنا؟!»، اعترف التربى بأنه جثمان شخص غريب اضطر إلى فتح المقبرة ودفنه فيها تحت ضغط الدافع الإنسانى من صديقه: «كان رده غاية فى البرود وبيدافع عن موقفه كأنه حق مكتسب، وقال لى ده واحد غلبان مالوش حد وزميله فى الشغل اترجانى أدفنه، اعتبريه ثواب، وقبلت لصعوبة الموقف».
«التربى» دفن شخصاً مقابل 5 آلاف جنيه وأقرباؤه وأصحاب المقبرة لا يعرفون عنه شيئاً
مر شهران على هذه الواقعة، لكن «أمنية» فوجئت فى زيارتها التالية للمقابر بشخص غريب يقف أمام المدفن من الخارج ويتلو القرآن الكريم، وبسؤاله عن هويته، اتضح أنه أحد أقارب الشخص الغريب الذى دفنه التربى فى المقبرة مؤخراً، واكتشفت أن التربى تقاضى منه مبلغ خمسة آلاف جنيه مقابل فتح أحد المدافن لإجراء الدفن الفورى لقريبه، لعدم امتلاكهم مدفناً فى القاهرة: «لقيت نفسى بين نارين، مستحيل أطلب أخرّج الكفن، وفى نفس الوقت غضبانة من اقتحام خصوصيتنا أحياء وأموات بهذا الشكل، خاصة إن العملية كان بيحكمها الربح المادى مش الدافع الإنسانى زى ما خدعنى التربى، لكنى فى النهاية تأقلمت مع الأمر، وأصبحت أتلو القرآن للجميع».