منها الوسيط.. سيناريوهات تطورات العلاقة بين الرياض وكندا: المصالح تحكم
صورة أرشيفية
أعلنت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية، اطلاعها على ما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في المملكة، معتبرة إياه هجوما غير مسبوق من كندا، بعد دعوتها للإفراج فورا عن معتقلي نشطاء المجتمع المدني.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، تقرر طرد السفير الكندي من الرياض، واستدعاء السفير السعودي من كندا، وتجميد التعاملات التجارية والاستثمارية مع كندا، مع التهديد باتخاذ إجراءات أخرى بدعوى "تدخلها في شؤون المملكة".
وعن السيناريوهات المتوقعة في تطور العلاقة بين المملكة السعودية وكندا، أوضح السفير علي جاروش مدير الشؤون العربية السابق بجامعة الدول العربية، أن السياسية مصالح، وكل دولة تخشى على مصالحها الاقتصادية والتجارية وإذا تضررت تحاول تدارك الخطأ والموقف، مضيفا لـ"الوطن"، أن إذا كان هناك تبادل تجاري قوي بين كندا والسعودية، ستحاول الأولى علاج هذا الخلاف.
وأكد جاروش، أن السعودية حاليا تمارس سياستها بوجه منفتح، بالإضافة لامتلاكها القوة الاقتصادية التي تضعها في مركز قوة، متوقعًا لجوء كندا لوسيط دولي كالولايات المتحدة للوصول إلى حل للخلاف القائم.
وأشار السفير علي جاروش، إلى طبيعة الدولة الكندية التي تنادي بالحرية ورفضها لبعض الممارسات التي ضد حقوق الإنسان، مؤكدًا أن هناك خصوصية للساحة العربية ولكل دولة على حدة.
وقال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن كندا ستكون على دراية بخروج سفيرها عن العرف الدبلوماسي، محاولة مع الوقت إصدار بيان لعدم تصعيد الموقف، ومع الوقت ستعود العلاقات بين البلدين.
وأضاف بيومي، لـ"الوطن"، أن رد فعل السعودية وطردها للسفير الكندي خطوة قاسية، إذ كان من الممكن أن تستدعيه وتوجه له اللوم في إطار العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن موقفها هو رفض المملكة في التدخل لشؤونها الداخلية.
كانت السفارة الكندية في الرياض أعربت عن "قلقها البالغ" إزاء الاعتقالات الإضافية لنشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في المملكة، داعية السلطات السعودية للإفراج الفوري عنهم وعن جميع النشطاء السلميين الآخرين، الأمر الذي اعتبرته الرياض "تدخلا صريحا وسافرا" ومخالفا لأبسط الأعراف الدولية.
وحذّرت الرياض كندا من أي محاولة أخرى للتدخل في شؤون السعودية، معلنة تجميد التعاملات التجارية والاستثمارية مع كندا واحتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى.