أغنية قدمتها ملكة الإحساس الفنانة إليسا لجمهورها الحبيب لتفرحهم بحبها كعادتها، وظن الجميع أن هذة الأغنية كغيرها من أغاني إليسا المشعة بالبهجة والفرح.. لكن الحقيقة ظهرت للجميع بالأمس بعد طرح الفيديو كليب الخاص بالأغنية التي أعلنت إليسا من خلاله أنها كانت حقاً مصابة بسرطان الثدي وأخفت هذا عن جمهورها وعن كل محبيها وأعلنت في الفيديو كليب عن تجربتها الحقيقة على هيئة قصة وفيلم قصير، تجربتها التي مرت بها وعاشت تفاصيلها بألم وحزن دفين لم تظهره للعلن.
قاومت إليسا مرضها بكل إيجابية وعاشت حياتها وكملت مشوارها الفني لأنها لم تستسلم يوماً ولم تيأس بل كانت تقسم وقتها بين الذهاب إلى الإستوديو لتسجيل الأغاني والذهاب للحفلات لتسعد جمهورها والذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج وكل هذا في سرية تامة.
كانت تبكي وتكتم دمعتها بمجرد شعورها أن غداً قد لا يأتي عليها خاصة بعد أن نهرها الطبيب وقال لها أنها مجنونة لأنها استهانت بمرض مميت وتعاملت معه كأنه نزلة برد ستنتهي في يومين.. ظهر من خلال الفيديو كليب السبب الحقيقي لإغمائها على المسرح في حفلة دبي وكان المرض هو السبب.. لكنها قاومت المرض وانتصرت عليه وشفيت منه بفضل الله وبفضل الحب المحيط بها من قبل جمهورها العريض.. من خلال الفيديو كليب استخدمت إليسا تجربتها الشخصية وأعلنت عنها بكل جرأة وشجاعة لتوعية كل النساء بالكشف المبكر لهذا المرض الخبيث وبثت الأمل في كل نفوس المرضى منهن ليعرفن أن الشفاء ليس أمراً مستحيلاً مادام الإنسان ممتلئ بالإيمان ويعيش حياته محاط بالحب والدعم والفرح ويصر على المقاومة بكل قوة وثقة من أجل الانتصار.
نتعلم من هذة التجربة أن الإنسان قد يمر بأيام صعبة ومريرة في حياته، تحزنه وتكسره كلياً وتدمره من الداخل وقد يشعر في قرارة نفسه باليأس لأنه يظن أنه يقترب من الموت ويخطر بباله كثيراً أن غداً قد يأتي عليه وهو ليس وسط أحبابه.. قد تجبرنا الظروف المحيطة بنا أن نخفي كل المشاعر السلبية التي بداخلنا ونبتسم في وجه من نحب ونظهر له أننا سعداء نعيش بكل إيجابية لأننا نشعر أن من حولنا من المحبين لهم حق علينا في الفرح لذلك لا نخفي عليهم الحقيقة لأننا لا نريد إخافتهم أو نرفض أن يحزنوا معنا وهم سعداء.. هكذا فعلت إليسا التي كتمت حزنها وقاومته بالفرح وإستمدت قوتها من ضعفها لأنها تقدر وتحترم حق جمهورها عليها.. إنها المرأة الفلاذية التي قاومت مرضها بصمت وكتمان تام وإنتصرت عليه في الخفاء وأعلنت عن تجربتها بكل شجاعة بعد أن شفيت وعادت من جديد وإستعادت قوتها من الداخل كما الخارج لتقف أمام العالم منتصرة ومعلنة عن كل ما مرت به من مآسي.
تحية كبيرة لهذة الفنانة الكبيرة ليس لقوة إرادتها وشجاعتها فقط وإنما لفنها الهادف الذي يقدم رسالة حقيقة إلى العالم كله ويخاطب المرأة والكيان الأنثوي.. كليب "يا مرايتي" كان رسالة لكل إمرأة عانت من ظلم الرجل وتجبره وهي صامتة وكانت الرسالة واضحة "إكسري صمتك وما تكسري صورتك بالمراية".. كليب "عكس اللي شايفنها" كانت رسالة تخاطب كل إمرأة رأت أحزان كثيرة في حياتها ولكنها تقاوم وتبين للناس أنها سعيدة وهي في الحقيقة عكس اللي شايفنها.. وأخيراً كليب "إلى كل اللي بيحبوني" عبر بكل قوة عن تجربة إليسا الخاصة التي مرت بها كثير من النساء في العالم .. الرائع في إليسا أنها لسان المرأة الناطق وصوت المرأة التي لا تستطيع التعبير لأنها تعبر عن كل أحاسيس المرأة من خلال أغنياتها.