القائم بأعمال نقيب الاجتماعيين: نقابتنا فقيرة.. ولا توجد لدينا قدرة على زيادة المعاشات بسببب ضعف اشتراكات الأعضاء.. والانتخابات بالقانون الحالى باطلة
الدكتور عبدالحميد زيد القائم بأعمال نقيب الاجتماعيين
طالب الدكتور عبدالحميد زيد، القائم بأعمال نقيب الاجتماعيين، بتعديل قانون نقابة الاجتماعيين الحالى، مشيراً إلى أن إجراء الانتخابات بالقانون الحالى باطلة. وانتقد «زيد»، فى حواره مع «الوطن»، وزيرة التضامن الاجتماعى، الدكتورة غادة والى، لتجاهلها مطالب النقابة بزيادة الدعم المقدم لها إلى 2 مليون جنيه، مشيراً إلى أن النقابة فقيرة، والمعاشات التى تقدمها لأعضائها تصل إلى 50 جنيهاً شهرياً، وموارد النقابة لا تكفى المعاشات.
وطالب «زيد» بتفعيل دور النقابة فى ملف الطلاق الشفهى وزواج القاصرات، وزيادة تعاونها مع المؤسسات المعنية بملفات المرأة والشباب.. وإلى نص الحوار:
ما دور نقابة الاجتماعيين؟
- هى الكيان الذى يضم خريجى معاهد وكليات متخصصى الخدمة الاجتماعية، وعلم الاجتماع وعلم النفس، ونؤدى دورنا وفقاً للإمكانيات المتاحة من حيث التدريب والإعداد والبحوث الاجتماعية، فى مواجهة مشكلات المجتمع وأفراده.
د. عبدالحميد زايد لـ«الوطن»: «التضامن» تجاهلت مطالبنا وعرضت دعمنا بـ15 ألف جنيه فرفضناها.. ونطالب بـ«2 مليون»
وما شروط الانضمام للنقابة؟
- أن يكون العضو خريج أحد الأقسام المذكورة سابقاً، ومصرى الجنسية وحسن السير والسلوك، وهذه هى الشروط الأساسية للانضمام لأى نقابة.
هل هناك تنسيق بين النقابة والنقابات الأخرى؟
- العمل النقابى فى احتياج دائم للزملاء فى النقابات والمجالات الأخرى، خاصة فى أوقات المشاكل والأزمات التى تواجه الدولة، وفى هذا الشأن تم تكوين اتحاد للنقابات المهنية فى 2011، ويضم 24 نقابة، والهدف منه كان التنسيق على جميع المستويات لمواجهة الشأن العام السياسى فى هذا الوقت، منذ عام 2011 حتى 2015، هذه الفترة التى مرت بثورتين كبيرتين 25 يناير، و30 يونيو، ولكن الصراعات الداخلية فى اتحاد النقابات التى كان يسيطر عليها الإخوان، لم يمكن هذه النقابات من القيام بدورها المنشود.
كيف يتم تشكيل مجلس النقابة؟
- وفقاً لقانون النقابة 45 لسنة 73 الذى يحدد تشكيل مجلس النقابة كل خمس سنوات من 18 عضواً، ممثلين فى 9 أعضاء متخصصين فى علم النفس والاجتماع، و9 أعضاء متخصصين فى الخدمة الاجتماعية، والنقيب.
كم عدد المقيدين فى النقابة؟
- عدد المسجلين والمقيدين 150 ألفاً، ولكن هناك 600 ألف خريج و400 ألف مشتغلين وغير مشتغلين، ولكن ليسوا أعضاء بالنقابة.
متى يتم إجراء الانتخابات الجديدة؟
- لا يجوز إجراء الانتخابات الآن، لأن القانون 100 لسنة 93 تم انقضاؤه دستورياً، وأى انتخابات ستجرى عليه ستكون محطاً للبطلان وعدم القانونية.
هل هناك محاولات للسعى لتعديل القانون؟
- بالطبع، وأرسلنا خطاباً لإدارة التشريع والفتوى، بعد وفاة أسامة برهان، نقيب الاجتماعيين السابق، لنُطلعهم على المأزق الذى تعانى منه النقابة من القانون، بالإضافة إلى بعض القوانين الأخرى المنظمة للعمل داخل النقابة، وردت إدارة التشريع والفتوى بأنه يجب أن يتم إرسال هذا الخطاب من قبل وزارة التضامن الاجتماعى وليس النقابة، وبالتالى نحن الآن فى سبيلنا لعقد جلسة عمل مع وزارة التضامن، بهذا الخصوص.
لدينا 150 ألف عضو فقط.. وهناك 600 ألف خريج لا يحملون كارنيه النقابة.. ومعاش النقابة 50 جنيهاً شهرياً واشتراك العضوية 48 جنيهاً.. ونمول أنفسنا ذاتياً
وما الخطوة التالية لجلسة العمل مع وزارة التضامن؟
- إرسال خطاب التعديل للتشريع والفتوى، وحدوث أمر من اثنين إما تعديل اللائحة ودخولها لمجلس الشعب لمناقشتها والموافقة عليها، أو عمل استثناء وإجراء انتخابات النقابة وفقاً للنقابات التى قامت بتعديل استثنائى لقانون 100 لسنة 93 وأجرت انتخاباتها.
ما الدعم الذى تقدمه النقابة لأعضائها؟
- دعم خدمى، ودعم عينى متمثل فى المعاشات التى تبلغ 50 جنيهاً شهرياً.
وما آخر التطورات حول إمكانية زيادة المعاشات؟
- لا يوجد لدينا قدرة على زيادة المعاشات لأن اشتراكات الأعضاء ضئيلة جداً.
وكم تبلغ اشتراكات الأعضاء؟
- كانت 12 جنيهاً ثم زادت الضعف (24 جنيهاً)، ثم زادت الضعف مرة أخرى لـ48 جنيهاً سنوياً، يذهب منها 25% للنقابة الفرعية، و60% للمعاشات، ولم تأخذ النقابة منه شيئاً لتطويرها، ومع ذلك الاشتراك غير كافٍ لسداد المعاشات فقط، ونحتاج إلى طريقة مرنة فى تحصيل الاشتراكات بما يواكب متطلبات العصر، ولا يوجد جهة أو قانون معين يحددها، حتى نتمكن من تقديم خدمات تليق بأعضائنا.
وماذا عن الدعم المُقدم للنقابة ومواردها؟
- لا يوجد أى دعم من الدولة، ونعتمد على الاشتراكات فقط، والدولة قدمت لنا 10 آلاف جنيه ورفضناها، وطالبنا بـ2 مليون جنيه من وزارة التضامن كى تستطيع النقابة أن تقف على قدميها، لكنها زادت المبلغ 5 آلاف جنيه أخرى، مدعية أنها أعطتنا زيادة بمقدار النصف، ورفضنا هذا المبلغ وهذا الدعم أيضاً، ونعتمد على جهود ذاتية كمشاريع إسكان الأعضاء وغيرها، ونحن بحاجة دائماً لجهود ودعم أكثر إذا أردنا بالفعل أن نضم الاجتماعيين تحت سقف واحد.
ما رأيك فى الفترة التى قضاها النقيب السابق الدكتور أسامة برهان، نقيباً للاجتماعيين؟
- كل حقبة تاريخية لها ظروفها الحاكمة، وقد بدأت العمل مع الدكتور أسامة برهان فى 2009، وأنجزنا العديد من المهام خلال التسع سنوات التى قضيناها معاً، ولكن هذه الفترة شهدت تحولاً سياسياً كبيراً أهم ملامحه ثورتا 25 يناير و30 يونيو، فكان الشأن العام غالباً على الشأن النقابى أكثر من أوضاع النقابة وأعضائها، وأتصور أنه نجح بنسبة كبيرة فى بلورة النقابة ضمن الشأن العام حينها، خاصة أنه وصل أن يكون أمين المجلس الاستشارى للمجلس العسكرى فى إحدى الفترات، وأدت النقابة أداءً وظيفياً جيداً فى عهده.
واجهنا زواج القاصرات فى الفيوم.. وتعاون «القومى للمرأة» معنا ضعيف
كيف تعاملت مع المشاكل التى ظهرت فى النقابة عقب وفاة نقيبها الدكتور أسامة برهان؟
- كنت على دراية جيدة بجميع ملفات النقابة ومشاكلها، وبالتالى الأمر لم يكن غريباً بالنسبة لى، وتواصلت مع جميع الأجهزة لحل هذه المشكلات رويداً رويداً، وعلى رأسها مشكلات الإسكان، وقطعنا فيها شوطاً كبيراً حتى الآن.
وما آخر التطورات فى المشروعات الإسكانية للنقابة؟
- نعمل وبقوة فى مشروع التجمع الذى يضم 400 وحدة سكنية للأعضاء، وأنجزنا نحو 40% منه، وتغلبنا على مشروع برج العرب بطرح وحدات إسكانية بوزارة الإسكان تحل محله، أما مشروعا 6 أكتوبر وسوهاج فنتفاوض بشأنهما مع الشركة الوطنية التابعة للجيش، وخلال شهر سيعود البناء.
ماذا عن أنشطة النقابة فى الفترة الأخيرة؟
- لا نتوقف عن العمل، والممثل فى مصايف للأعضاء ومشاريع إسكان وندوات تدريبية للإخصائيين الاجتماعيين لمواجهة الأزمات الحالية، وبرامج تدريب ودعم فنى للمؤسسات التى تمارس عملاً اجتماعياً كدور المسنين وغيرها، وندوات توعية بمشكلات طرحها القادة السياسيون فى الفترة الأخيرة، كزيادة نسب الطلاق، والزيادة السكانية، وانتشار الشائعات.
وما دور النقابة فى التصدى لقضية زواج القاصرات، على سبيل المثال؟
- نقوم بدور كبير فى هذا الشأن، من خلال زيادة التوعية والفهم للإخصائيين الاجتماعيين، لأنهم يتعاملون مع جميع طوائف المجتمع لتوضيح خطورة هذه القضايا وأسبابها وطرق مواجهتها، ولدينا تجارب ومساهمات واضحة بخصوص زواج القاصرات فى الفيوم وبعض القرى فى المحافظات الأخرى، ولكن التعاون ما زال ضعيفاً حتى الآن مع المؤسسات المعنية بهذه القضايا الاجتماعية كالقومى للمرأة ومتحدى الإعاقة وغيرهما من المؤسسات، ونأمل فى توثيق أواصر التعاون خلال الفترة المقبلة بشكل أكبر، والاستفادة من أبحاث الاجتماعيين ومقترحاتها لمواجهة المشكلات الاجتماعية وتقديم العلاج والحل.
هل الفروق بين الطبقات سبب فى العديد من المشاكل الاجتماعية التى يعانى منها الكثيرون؟
- الفروق ليست السبب الأساسى، وكل مشكلة ولها أسبابها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى جانب اختلاف منظومة القيم والأجيال أنفسهم، وأشياء أخرى كثيرة.