بعد شهور من استخراج الفيزا.. الكلية تخاطب الطلبة: القبض من طابور الخزنة
خلود
«سننهى علاقتنا بخزينة الكلية ونودع طابورها الطويل، ونتعامل كالموظفين مع الكلية فى شئوننا المالية، دون أن نرتبط بمواعيد الكلية الرسمية للحضور والانصراف» الكلمات التى هوّن بها طلاب كلية الإعلام بجامعة القاهرة على أنفسهم الإجراءات الواجب عليهم اتباعها لاستخراج بطاقة «فيزا» حتى يتمكنوا من دفع المصروفات ونيل مكافأة التفوق لعامهم الدراسى بشكل آلى دون حاجة للذهاب للكلية، ليفاجأ الكثير منهم بتراجع الكلية عن هذا الإجراء، ومطالبتهم بالقدوم لمكانهم المعهود فى طابور الخزينة حتى يصرفوا مستحقاتهم دون فيزا.
تحت وطأة شمس مايو، وفى يوم مزدحم بالمحاضرات، حاولت ريم خميس، الطالبة بالفرقة الرابعة، استخراج الفيزا، أنفقت فى سبيل هذا 20 يوماً، ما بين استخراج الأوراق اللازمة وانتظار «السيستم» حتى يعود: «حاولت أعملها من فرع البريد اللى جنب بيتى، قالوا لى اعمليها فى مكتب بريد الجامعة، وكل يوم بين المحاضرات أروح ألاقى السيستم واقع»، لتخرج ببطاقتها ظناً منها أنها ستكون وسيلة هروب مأمونة لها من طابور كل عام، لتصطدم فى النهاية بدعوة صديقاتها للنزول للخزينة لصرف المكافأة».
فرحت خلود حسين حين وقعت عيناها منذ شهرين على ورقة معلقة على أحد حوائط الكلية تطالب الطلاب بسرعة استخراج بطاقة الصرف الآلى من البريد، متخيلة ما ستكون عليه تعاملاتها المادية مع الكلية التى دائماً ما تترك أثراً سلبياً على نفسها لما شهدته طوال ثلاث سنوات من مشادات كلامية بين الطلاب والطالبات: «مش هآجى يوم مخصوص الكلية، وهأدفع المصروفات من مكتب البريد اللى عندى فى الشارع، فى أى وقت». متوقعة أن يكون الأمر بمثل سهولة استخراجها للكارت فى نصف ساعة. تناست مواقفها السلبية مع بطاقات الائتمان التى طالبتها الكلية باستخراجها من بنكين، لدفع المصروفات بها: «عملت أول واحدة من البنك الأهلى، والتيرم التانى قالوا لنا لا اعملوا بتاعة بنك مصر». لتحول على الأخيرة مصروفات الكلية، مشيدة بمزايا نظام الدفع الجديد، لتفاجأ حينما ذهبت لاستخراج الكارنيه بأن المبلغ لم يصل الخزينة وأن عليها سحبه وإيداعه فى شباك الخزينة بالكلية: «ماصدقتش أصحابى وهما بيقولوا لى هناخد المكافأة من الكلية، وإنها مابتتسحبش من الفيزا». لتذهب للكلية ظناً منها أنهم قد أحدثوا أى تغيير: «توقعت يكون فيه نظام، أو خلوا فيه أكتر من موظف فى المكتب، ولكن كل حاجة زى ما هى، بل أسوأ».