غموض حول واقعة انتحار طفل «عزبة شكر».. وجدّه يتهم «الحوت الأزرق»
الطفل حسن مجدى مرسى
روايات مختلفة تداولها سكان عزبة أبوشكر، التابعة لقرية كفر حكيم بالجيزة، حول انتحار الطفل حسن مجدى مرسى، البالغ من العمر 14 عاماً، يوم الأحد الماضى، حيث أشاع البعض أنه قرر إنهاء حياته بسبب طرده من ورشة الخياطة التى كان يعمل بها، وأكد آخرون أن انتحاره بسبب لعبة الحوت الأزرق، فيما ردد فريق ثالث أنه صعق بالكهرباء دون معرفة الأسباب.
فى منزل اتشح من فيه بالسواد، جلس أمامه «على مرسى» جد الطفل، بملابس ريفية، يروى فى حزن ما حدث لحفيده: «ملعون الحوت الأزرق اللى بيقولوا عليه ده، وملعون التليفونات كلها. أنا مليش فى التكنولوجيا ولا كنت أعرف حاجة عن اللعبة دى، لحد ما حفيدى مات، وقتها سمعت كلام عن اللعبة وإنها ممكن تكون سبباً فى انتحاره، خصوصاً إن الشرطة أخدت الموبايل بتاعه»، ويتابع: «كان بييجى كل يوم العصر يتغدا فى البيت مع أبوه، وبعد كده أبوه يمشى يروح شغله فى الفترة المسائية بشركة نسيج، وحسن يفضل قاعد فى البيت من ٣ ونصف لحد ٧ المغرب تقريباً، وبعد كده يرجع الورشة وفى يوم الحادثة، جه فى ميعاده من الورشة وأكل مع أبوه، ونحو الساعة ٥ ونصف يوم السبت اللى فات، واحدة من الجيران شافته مرمى فوق السطح ومربوط من رقبته بحبل». صدمة لم يستوعبها البعيد والقريب من أسرة الطفل، على حد قول الجد: «أبوه أخده وراح على مستشفى الخلفاء الخاص، ومن هناك حولوه لمستشفى أوسيم، وهناك بلغوا الشرطة، أنا ما روحتش معاهم، لأنى ما بقدرش أمشى، الشرطة اتحفظت على الجثمان، وحققوا مع أبوه وأمه علشان يتاكدوا إذا كان فيه شبهة جنائية أو لأ، وبعدها بيومين، خرجوا الجثمان وسمحولنا بالدفن، ويوم الأحد بليل عملنا صوان عزاء، قدام بيتى، وفضينا الصوان الساعة ١٠ بليل، وهو وصل الساعة ١ صباح يوم الاتنين».
«أبوزيد»: «حسن» كان ذكياً ويبحث عن الاختراعات.. وأحد أقاربه: «جارته شافته مربوط من رقبته».. والنيابة: انتحر بعد طرده من «ورشة الخياطة»
ويقول فرج مسلم، أحد أهالى القرية: «كل واحد بيطلع إشاعة شكل، ومحدش يعرف الحقيقة فين، اللى سمعناه يومها إنه كان متخانق مع أخيه وأبيه مزعقله فطلع شنق نفسه، لكن الحقيقة إيه هى الله أعلم». ويضيف: «هو كان عيل كويس وبيحب يهزر ويضحك، وماكنش بتاع مشاكل، كان فى حاله وملوش أصحاب كتير، ومن صغره وهو بيعتمد على نفسه وبيشتغل، لكن موته فجأة أثر فينا كلنا، وفيه كلام برضو اتقال عن إنه كان بيلعب لعبه على موبايله مش عارف اسمها ودى اللى موتته». ويؤكد أحمد أبوزيد، صاحب «سايبر» بالقرية: «كان طفل ذكى، لما كان بييجى السايبر كان يلعب لعبه سباق العربيات، ولاحظت إنه كان بيبحث على جوجل عن اختراعات وقادر يتعامل مع الكمبيوتر بحرفية»، ويتابع: «فيه كلام كتير اتقال عن سبب انتحاره، يمكن أول حاجة اتقالت هى لعبة الحوت الأزرق، لكن أنا ابن أخويا صاحب حسن المتوفى، وقالى إنه كان كل ما يروح شغل يمشّوه. بعد يومين تلاتة بالكتير، علشان سنه صغير فزهق وشنق نفسه».
وتحدث أحد أقاربه من الدرجة الثانية، طلب عدم نشر اسمه عن الواقعة قائلاً: «واحدة من الجيران شافته مربوط فوق من رقبته، فصرخت وندهت على أمه، فخدوه وجريوا على المستشفى وكان لسه فيه نبض، المستشفى اللى فى البلد حولتهم على أوسيم، وقبل ما يوصل كان مات». فى غرفة بالطابق الأرضى، داخل منزل الطفل، جلس رجلان ممن يتلقون العزاء على «حصير»، رافضين الحديث عما حدث للصغير، معبرين عن حزنهم بكلمات عنيفة: «اتشنق أو شنق نفسه أهو مات والأمر دلوقتى فى إيد النيابة».
وبحسب ما جاء فى تحريات الأجهزة الأمنية وتحقيقات النياية العامة، تبين أن الطفل تخلص من حياته شنقاً بسبب سوء حالته النفسية بعد طرده من العمل. وقال والد الطفل فى محضر الشرطة أن نجله يعمل فى ورشة خياطة فى المنطقة، وحدث خلاف بينه وبين صاحب العمل، فقام الأخير بطرده من العمل، فصعد على سطح المنزل الذى يقيم به، وقام بربط سلك دش ولفّه حول رقبته، وعلق نفسه فى عشه الفراخ، وأضاف والد الطفل أن والدته شاهدته أثناء قيامه بالانتحار وحاولت إنقاذه واستعانت بعدد من الجيران لمحاولة إسعافه، لكنهم فشلوا ليلفظ أنفاسه الأخيرة فى أحد المستشفيات القريبة.
على مرسى جد الطفل المنتحر