تعددت أشكال المعاكسات في العقود الأخيرة بين الكلمات اللطيفة والصافرات، لتتطور مع مرور الأيام وتتحول إلى تحرش جنسي وإيذاء باللفظ أو اللمس باليد أو التعليق على حجم ومظهر جسم الفتاة أو التحسس والوقوف بالقرب منها.
ففي الأربعينيات كانت تنزل الفتاة من وسائل المواصلات وهي ترتدي "ملاية" أو فستانا أنيقا وقبعة، وتمر على الشباب فتنهال عليها معاكسات كلامية مثل "يا صفايح الزبدة السايحة.. يا أصنصاتك الفايحة.. يا ملاياتك اللف" و"ما تبطل تمشى بحنية.. ليقوم زلزال".
أما عن معاكسات الطبقة الراقية فكانت "صدقيني يا هانم أنا مش بعاكس.. ده غزل عفيف وأنا غرضي شريف.. وأقسم لك وأكد لك عمري ما ضحكت على شخص ابن ناس زيك".
وكان يُطلق عليها "المعاكسات الملوكي" التي تعتمد على "التثبيت اللفظي" والملاحظات العامة التي تعتمد على الخواطر الخاصة بالشخص بحيث لا يستطيع أحد أن يوجه إليه لوما مثل "أنا ممنون للصدفة المدهشة" و"الجو بديع جدا النهارده".
أما في الستينيات ظهرت المعاكسات الكلاسيكية التقليدية التي توجَّه بصيغة سؤال للمذكر مثل "الجميل رايح فين؟، ماشي لوحدك ليه يا عسل؟".
أما في السبعينيات ظهرت معاكسات الحبيب التي تثير الشفقة والعطف مثل "صدقيني أنا مش بعاكس" و"أنا أول مرة أكلم واحدة"، بالإضافة إلى الصفير والبسبسة والتباهي والاصطدام بالفتاة ويمتاز هذا النوع من المعاكسات بأنه سهل التخلص منه.
ومع ظهور الانفتاح الاقتصادي ظهرت معاكسات الشهير المجتهد مع القسم والتطاول باليد مثل "3 بالله العظيم إنت برنس" و"عليا الطلاق الأسفلت بيزغرت".
أما في الثمانينيات والتستعينيات ظهرت معاكسة مريض انفصام الشخصية مثل "اللهم صلي ع النبي" و"اللهم صل على كامل النور" و"بسم الله ما شاء الله عليكي وعلى حلاوتك.. إيه الجمال ده يا رب".
وفي الألفية الثالثة تطورت المعاكسات كالتالي "يا عسل.. يا قمر.. على فكرة أجمد واحدة فيكم اللي لابسة جزمة بني اللي واقفة ع الطرف" و"هو ده.. أيوه كدا يا وديع".
وفي مرحلة ما بعد الثورة أخذت المعاكسات طابعا ثوري مثل "أموت أنا في الانفلات الأمني" و"على فكرة إنتي دمك خفيف قذافي" و"تحرير ولا مصطفى محمود يا قطة" و"على فكرة أنت أجندة وانتي جامدة دبابة"، بالإضافة إلى التحرش بالنظرات الإيحائية والتحديق.
كما أن التحرش كان يتخذ أشكالا وأساليب متعددة من أهمها:
- التحرش الصوتي مثل الهمس أو الصفير.
- السير خلف الفتاة بالسيارة أو سيرًا على الأقدام.
- التحرش الهاتفي عن طريق التليفونات العادية أو المحمولة سواء بإرسال نصوص كتابية أو الصور الإباحية أو إجراء مكالمات تليفونية تحمل اقتراحا جنسيا أو تهديدا، وتعتمد هذه المحادثات في الغالب على الحيل، بحيث يتصل شاب ما برقم عشوائي فيعتذر لاتصاله عن طريق الخطأ وبعد ذلك بلحظات يرسل رسالة نصية يعبر فيها عن قلقه من الحزن الذي لمسه في صوتها وعن استعداده ليكون صديقها الذي يستمع إلى معاناتها، وهناك من يضع رقم هاتفه على السيارة أو في حقيبة فتاة خلسة أو يضعه في مكان ما وتعريف الفتاة به لتكون على اتصال دائم بصاحب الرقم.
- التحرش الجنسي عن طريق الاقتراحات التي تحمل طبيعة جنسية مثل طلب رقم الهاتف أو الدعوة للعشاء أو الدعوة الصريحة لممارسة الجنس ولو على سبيل الممازحة.
- التحرش عن طريق الاهتمام الزائد عن الحد والإلحاح في طلب التعارف أو إعطاء الهدايا مع وجود الإيحاءت الجنسية.
- التحرش عن طريق التعذيب النفسي من التهديد بالاغتصاب أو الاعتداء الجنسي.
- تحرش أصحاب النفوذ والسلطة التي تتمثل في التهديدات التي تحدث في السجون وأثناء التحقيقات حيث تقوم الأجهزة الأمنية في بعض الأحيان.
- التحرش عبر شبكة الإنترنت، فمع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الأبعاد الحقيقية لهذه الجريمة واضحة المعالم، ففي الماضي دائما ما كان المتحرش ينجو من العقاب على عملته نتيجة عدم ثبوت الأدلة، أما الآن أصبحت هذه المواقع تنقل بشكل تفصيلي أحداث التحرش وبالتالي ظهرت تعديلات في قوانين التحرش وبدأت تظهر حركات ومبادرات لحماية الفتيات من التحرش نفسيا وقانونيا وتساهم في نشر الوعي.
تعليقات الفيسبوك