ما احتمال إصابة أطباء ومرضى مستشفيي المنصورة وأسوان بفيروس الإيدز؟
الإيدز - صورة أرشيفية
واقعتان أثارتا الهلع والرعب والجدل في أسوان والمنصورة، خلال اليومين الماضيين، حيث أجرت مستشفى أسوان العام 3 جلسات غسيل كلوي لأحد المرضى، قبل أن تكتشف المستشفى الجامعي بالمحافظة إصابته بفيروس "الإيدز"، وهي الواقعة التي فتح مسؤولو الصحة تحقيقًا موسعًا حولها.
الواقعة الثانية شهدها قسم العظام في مستشفى الطوارئ، التابع لجامعة المنصورة، بعد إجراء عملية جراحية لمريضة اكتشفوا بعدها إصابتها بمرض الإيدز، ليحرر الأطباء الثالثة الذين أشرفوا على العملية محضرًا ضد إدارة المستشفى بدعوى تعريض حياتهم للخطر، بعدم إبلاغهم بحقيقة حالة المريض، لاتباع إجراءات مكافحة العدوى.
"أي عملية جراحية لابد أن يسبقها الإجراءات القياسية لمكافحة العدوى، والمعروفة بإجراءات التعقيم".. هكذا أكد الدكتور أحمد خميس، مدير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز في مصر، موضحًا أن هذه الإجراءات إذا لم تحدث بشكل سليم أثناء وقبل إجراء العملية الجراحية لمريض الإيدز، فاحتمالية إصابة الطاقم الطبي والمرضى بالإيدز كبيرة نتيجة تعرضهم لدم المريض.
خميس أوضح لـ"الوطن" أن الفيروز المسبب لمرض نقص المناعة "الإيدز"، ضعيف وإمكانية انتقاله داخل المنشآت الصحية، ليست قوية إلا في حالة عدم الاهتمام بتعقيم الغرفة والأدوات الطبية المستخدمة في إجراء العملية.
أشار مدير برنامج مكافحة الإيدز إلى أنه في حالة الغسيل الكلوي توجد إجراءات تعقيم للجهاز بين كل مريض والآخر أهمها على الإطلاق هو تغيير الفلتر الذي يستخدمه كل مريض في جلسته، مؤكدًا أن احتمالية إصابة المتعاملين مع الجهاز بعد ذلك من المرضى والطاقم الطبي المسؤول في حالة عدم تغيير الفلتر كبيرة، خاصة إذا كان أحدهم يعاني من جروح في الجلد.
وأضاف خميس أنه في حالة التعرض لدم المريض أثناء سحب عينة وإصابة الممرض أو الطبيب على سبيل المثال، ووجود شك في انتقال الفيروس عن طريق الدم، توجد إجراءات وقائية إضافية توفرها وزارة الصحة مجانا خلال 72 ساعة من الإصابة لمدة 28 يوم تقضي على الفيروس تماما قبل أن يتكاثر.
من جانبه قال الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة والتحاليل، إن إجراءات تعقيم غرفة العمليات والأدوات الجراحية المستخدمة في العملية الجراحية، من شأنها تقليل احتمالية التعرض للإصابة بفيروس الإيدز، مضيفًا أن التخلص من نفايات العملية بشكل طبي سليم كذلك من شأنه تقليل احتمالية إصابة أي شخص بالفيروس.
وأوضح عبدالهادي في تصريحات خاصة لـ"الوطن" أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم تغيير الفلاتر لأجهزة الغسيل الكلوي في المستشفيات العامة بانتظام، وعدم تعقيم الجهاز قبل كل مريض، وهو الأمر الذي يزيد من احتمالية انتقال العدوى بالفيروس، مردفا أنه في حال اتخاذ إجراءات التعقيم بشكل سليم وتغيير الفلاتر لن تكون هناك احتمالية لانتقال العدوى.
واختتم عبد الهادي قائلا إن التعامل الخاطئ مع مرضى الإيدز، ومعاملتهم على أنهم موصومين يدفعهم لإخفاء المرض عن غيرهم، وهو ما يتسبب في هذه الوقائع، مشددًا على ضرورة تغيير النظرة لهم حتى يتم اجتناب مثل هذه الحوادث.