جزارو «المدبح» يشكون قلة الإقبال: «ودّيتوا الشعب فين؟»
«هريدى» أقدم جزار فى المدبح
«بابيع بنص التمن وبرده مفيش زباين».. هكذا يحكى «عم هريدى عمران»، أقدم جزار فى «المدبح» عن معاناته هذا العام، بسبب قلة الإقبال وعزوف الزبائن عن شراء لحمة عيد الأضحى: «بقالنا 3 أيام مش عارفين نجمع باكو، السنة اللى فاتت كنا بنعمل فيهم 20 ألف»، رأفة بظروف الناس الاقتصادية وضع صاحب الـ77 عاماً قائمة أسعار استثنائية كى تناسبهم، لكن دون فائدة، فلم يجذبهم سعر لحمة الرأس التى أعلن عن سعرها 30 جنيهاً بدلاً من 60 والكرشة بـ15 بدلاً من 25، والممبار بـ30 بدل 60: «إحنا أرخص من المحلات، بس الناس زى ما يكون بطلت تاكل لحمة».
يتذكر الموسم الماضى الذى كان أحسن حالاً من الحالى: «ماكناش عارفين نقف من الزباين»، مؤكداً أن السوق تراجعت رغم خفض الأسعار بسبب سوء أحوال الناس: «محدش راضى يهوب ناحيتنا ماعرفش ليه؟!»، يحكى أن الزبون كان يأتى ويعود محمّلاً بالأكياس بين يديه بها جميع أنواع «الحلويات»، التى تعتبر أرخص من اللحمة نفسها: «الحاجة كانت ببلاش، دلوقتى الغلا طفش الزبون».
«هريدى» يبيع بنصف الثمن: الناس بطلت تاكل لحمة
حركة البيع الفعلية لموسم الأضحية كانت تبدأ عنده عقب انتهاء عيد الفطر وحتى يوم الوقفة، عكس الفترة الحالية التى تأخر فيها الزبون رغم اقتراب موعد العيد: «كنا بنعمل شغل من نار»، يخشى أن تظل اللحمة التى أنفق فيها مالاً دون بيع، مما يجعله مضطراً لرميها: «مفيش حل تانى»، يتوقف عن البيع بعد انتهاء الموسم ما يقرب من شهر كامل حتى يعود المواطنون لشرائها: «حتى المسامط اللى كنا معتمدين عليها السنة دى قررت تقفل».