مصريون يفتقدون أجواء العيد فى الغربة: لا لمة ولا خروجات ولا «فتة»
عمرو بهاء وعمرو عاطف
يحاولون دائماً تجاهل أعباء الغربة وهمومها بالانشغال بالعمل وتفاصيل الحياة اليومية، ليأتى العيد حاملاً معه مزيداً من الأعباء النفسية التى تعكر صفو حياتهم، فيتذكرون أيام البهجة والفرح، واحتفالات ليلة الوقفة، والالتفاف حول السفرة بعد صيام يوم عرفة، وحكايات أول أيام العيد وسفرته الشهية.
العاملون بالخارج لا يحلو العيد لهم وهم فى غربتهم الإجبارية بحكم العمل، ويحاولون التحايل على ذلك بالمكالمات التليفونية أو الرسائل النصية عبر برنامج «واتس آب» وغيره من التطبيقات لتهدئة حنينهم وشوقهم لأجواء العيد فى مصر.
لا يشعر عمرو عاطف، المغترب فى دولة الكويت، بالعيد إلا من خلال مكالمات ورسائل أصدقائه يوم وقفة عرفات، حيث يتذكر معهم سهرهم حتى الصباح، وتأدية صلاة العيد، والجلوس بعدها أمام المسجد بالساعات، متمنياً أن يمارس تلك الطقوس ولو ليوم واحد.
فرحة الأطفال فى شوارع الكويت تختلف عن مصر، بحسب «عمرو»: «أول لما بنزل بلاقى الأطفال بيرشوا ميّه بالمسدسات، ويرموا على العربيات بلالين مليانة ميه، ساعتها بعرف إن العيد جه، بس للأسف بيكون من غير فتة».
لجأ «عمرو» إلى الوجبات السريعة فى أول أيام العيد، مع قضاء باقى اليوم ما بين الجلوس على المقهى، ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعى، والاتصال بأصدقائه القدامى فى مصر.
«هو العيد جه؟»، كلمات يرددها حسام الرفاعى ساخراً، بسبب قضائه أيام العيد فى مدينة «هيلدشيم» فى ألمانيا، بعيداً عن أهله وأصحابه. وعلى الرغم من إقامة «حسام» فى غربته منذ سنوات عدة، فإنه ما زال يتذكر فرحة العيد وأيامه وسفراته: «مفيش حاجة ممكن تتعمل فى ألمانيا فى العيد، بقضّيه كأنه يوم عادى، حتى الأكل لا بنعمل فتة ولا أكل خاص بالعيد».
كل ما يفعله «حسام» فى العيد هو الاتصال بأصحابه وأهله، كما يحرص على مشاهدة مسرحية «العيال كبرت» فى اليوم الأول، العادة التى لم يقطعها منذ طفولته، وأحياناً يشاهد «مدرسة المشاغبين» أو إحدى مسرحيات الفنان محمد صبحى: «العيد مرتبط بالنسبة ليا بالمسرح، بفتكر المسرحيات اللى كانت بتيجى على التليفزيون أول يوم، وكنت بحضر كمان مسرحيات فى مصر».
فى دبى يفتقد عمرو بهاء بشدة أيام العيد، حيث الأصحاب والأهل: «بتوحشك حاجات فى الغربة، وبتعرف قيمتها لما تبعد عنها»، ويحاول قدر الإمكان تناول الفتة أول يوم للشعور بأجواء العيد: «بنسبة كبيرة هاكلها، بس مش كل عيد بعرف أعمل كده».
أما خروجات العيد، فتكون داخل المراكز التجارية بسبب حرارة الجو المرتفعة: «مهما بخرج فى أماكن حلوة، بتوحشنى لمة الأهل وقت الدبح، والسهر لصلاة العيد، والخروج بالليل مع الصحاب».