تشريح الأضاحى موضة الجزارين فى عيد الأضحى: «التشفية فن.. مش عن عن»
عظام الأضحية المتماسكة وسيلة للدعاية للجزارين
انتشر بين جزارى الأضاحى لهذا العام موضة تشريح الأضحية وإخلائها بشكل مبتكر لم يكن منتشراً، حيث يقوم الجزار بفصل اللحم وتصفيته مع الإبقاء على عظام الأضحية متماسكة، ليتبقى فى النهاية الهيكل العظمى سليماً كاملاً يشد الناظرين ويجذبهم للتعرف على مهارة الجزار ومن ثم التواصل معه وطلبه، فأصبحت وسيلة جديدة للدعاية.
ورث مهنة الجزارة أباً عن جد، تاريخ عائلته فى العمل بالجزارة يمتد لأكثر من مائة عام، بإيتاى البارود محافظة البحيرة، تتميز جزارته بإخلاء الذبائح وفصل لحومها عن عظامها بشكل منظم، والإبقاء على الهيكل العظمى متماسكاً كما هو، هانى شبل، 35 عاماً: «أول مرة كانت فى دبح مخصوص استشرت الزبون واقترحت عليه نخلى كدا ولما عجبه الموضوع، بقينا نعمل كدا فى دبايح البياعة كمان».
يستهلك الأمر جهداً أكبر ووقتاً أطول من التقطيع التقليدى للحم والعظام معاً: «الموضوع بتحكمه الخبرة مع الصبر، بدبح وأسلخ وأشق البطن وأنضفه، وبعدين فى التشفية بعلقه سليم وأبدأ أخليه بالراحة»، يستريح الجزار وصاحب الأضحية فيما بعد من عمليات الفصل الشاقة، واستخدام السواطير والسكاكين المختلفة لاستخلاص اللحم الصافى. يرى «هانى» أن للأمر فائدة أخرى: «بيجيلى طلبة كليات طب بيطرى يطلبوا الهيكل الباقى من الدبايح، وأحياناً هواة، حتى جالى تعليقات من ناس فى دول عربية غير مصر عجبهم الشغل، ما الجزارة فن برضو».
استعراض الهياكل العظمية أمام محال الجزارة بهدف الدعاية
«الشغلانة دى مش أى حد يعملها، دى مهنة عتالة ومحتاجة جتة عفية»، قالها إظهاراً لاعتزازه بمهنته، وسرد حكايته مع ذبح أضخم أضحية قابلها: «إمبارح شفيت عجل وزنه طن و100 كيلو وكنت واقف بطولى، وأيام العيد دى بنموت فيها من هدة الحيل والتعب»، يعمل بالمهنة معظم أفراد عائلته: «حتى أخويا شبل خريج كلية شريعة وقانون، شغال معانا جزار برضو».
«ده انت دكتور تشريح يا معلم مش جزار»، قالها رجب محمد السرحانى صاحب أضحية بمنطقة برج العرب بالإسكندرية، بعدما طلب من الجزار عادل عبدالكريم أن يخلى الذبيحة بحيث يبقى على الهيكل العظمى لها كما هو: «طلبت منه كده عشان اللحمة هتتعمل رولات، العجل كان 600 كيلو والموضوع ما أخدش فى إيده أكتر من ساعة». يعتاد «رجب» التعامل مع «عادل» لأنه يمتاز بحرفيته العالية وخبرته الكبيرة فى مجال الجزارة رغم صغر سنه: «كنت بديله على طول 500 جنيه مصنعية، بس كل حاجة غليت، أعطيته السنة دى 900 جنيه، عشان إيده نضيفة».