شهود عيان يرون تفاصيل مقتل "نقاش الإسكندرية" بسبب التحرش: "مكترش في الكلام"
المجني عليه مع نجله
"كنت جالس مع قريب ليّ وفجأة وجدنا هذا الرجل المتسول ينهال بسلاحه على رقبة المجني عليه من الخلف ومن ثم حصل هرج ومرج بالمكان فأمسك الجاني المجني عليه وذهب به تجاه الشاطئ وهو يكرر الطعن بسلاحه، حتى أن زوجة المجني عليه نالت طعنة في يديها وهي تحاول الدفاع عن زوجها".. ملخص الدقائق القليلة التي عاشها المصطافين بشاطئ "أبو يوسف" في الإسكندرية والتي نتج عنها مصرع نقاش طعنًا على يد عاطل، بحسب قول محمد مصطفى صلاح الدين، أحد المتواجدين في مكان الحادث، والشاهد على القضية في محضر الشرطة.
يضيف محمد مصطفى صلاح، أحد الشهود، 31 سنة، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، البداية أن "كنت أجلس بجوار المجني عليه وعائلته التي تكونت من زوج زوجة وطفل وكلب، فبمجرد جلوسي بجوارهم قام المجني عليه (النقاش) بربط الكلب بعيدا عنه حتى لا يصيبهم بأي أذى، وأثناء جلوسي بجانب النقاش لم أجد منه سوى الطيبة والاحترام، حيث أنه ساعدهم في إنقاذ أكثر من فتاة كادوا أن يغرقن في البحر".
ويتابع: "بعد 4 ساعات من جلوس عائلة النقاش على الشاطئ وجدوا شخص متسول بنطلونه ساقط ويتدلى من ظهره سلاح أبيض، ويحوم حول عائلة هذا الرجل، فقام في الرجل المرة الأولى بسؤاله عن اسم ابنه وعمره، ومن ثم تركه وعاد إليه مجددا يسأله عن اسم الكلب ونوعه، وكان المجني عليه يرد بهدوء دون إكثار في الكلام حفاظًا على سلامة وهدوء جلسته مع عائلته".
واستطرد: "وجدنا هذا الرجل المتسول ينهال بسلاحه على رقبة المجني عليه من الخلف وأمسك به وذهب تجاه الشاطئ وهو يكرر الطعن بسلاحه، وعلى الفور هرولت سريعا إلى أقرب نقطة (حرس حدود) بجوار الشاطئ، فاستغثت وأتى 4 عساكر مسلحين فوجدنا الجاني يجلس في المياه وفى يده السلاح والجميع يخافون الاقتراب منه، فتم امداد العساكر بـ(جيتس كي) من شاطئ أكتوبر حيث استغرق الوقت 10 دقائق، فقام سائق (الجيتس كي) بالدوران من حوله وخبطه أكثر من مرة كي يخرج، إلا أنه لم ينجح في ذلك سوى (غطاس) قفز بجواره وحاول استدراكه حتى استطاع ضربه وأخذ السلاح من يديه، ومن ثم ألقى القبض عليه".
ويؤكد "مصطفى" أنها "المرة الأولى التي يرى فيها الجاني والمجني عليه، إلا أنها شهادة حق يجب قولها حتى لا يتم إهدار حق هذا الرجل وابنه الذي شاهد ذبح والده نصب عينيه".
بينما يقول كمال محفوظ، 45 سنة، جار المجني عليه، إن "المجني عليه وعائلته عائلة مسالمة جدًا ولم يجد منهم أي شيء سيء من قبل، ويستبعد تماما فكرة الشجار، نظرًا لأن المجني عليه ليس سريع الغضب".
وتلقى اللواء محمد الشريف، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة الدخيلة، بورود من إدارة شرطة النجدة، بوجود مشاجرة ومتوفى، بشاطئ بمنطقة أبو يوسف، دائرة القسم.
انتقل مأمور وضباط قسم شرطة الدخيلة إلى محل البلاغ، وتبين بالفحص حدوث مشاجرة بين كلآ من طرف أول "م. ا. ا"، 40 سنة، نقاش، مقيم بمنطقة الحضرة الجديدة التابع لقسم باب شرقي مصاب باشتباه كسر بعظام الجمجمة وجروح قطعية بمختلف أنحاء الجسم، وتوفى، وطرف ثان ويدعى "و. م. ا"، 39 سنة، بدون عمل، مقيم بمحافظة القاهرة.
ووفقًا للمحضر الرسمي في قسم شرطة الدخيلة، أن المشاجرة نشبت بعد معاكسة الجاني زوجة الأول أثناء تواجدهم بالشاطئ المشار إليه، حيث حدثت مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة، تعدى خلالها الثاني على الأول بالضرب بسكين كانت بحوزته محدثاً إصابته التي أودت بحياته، تمكن ضباط وحدة مباحث قسم شرطة الدخيلة، من ضبط المتهم والأداة المستخدمة، أخطرت النيابة العامة، وجرى التحفظ على الجثة بغرفة حفظ الموتى بمستشفى مبرة العصافرة غرب، وكُلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن الواقعة، وتحرر المحضر رقم 9960 / 2018 جنح قسم شرطة الدخيلة.
وقال مصدر أمني، إنه وفقا للتقرير الطبي على المتهم تبين أنه يتعاطى مخدرات واستخدم سلاح أبيض في عملية القتل، كما جرح زوجة المجني عليه أثناء محاولتها تخليص زوجها من بين يده.
وأكد مصدر طبي بمستشفى مبرة العصافرة غرب الإسكندرية، لـ"الوطن"، أن الحالة وصلت أمس قادمة من شاطئ "أبي يوسف" وكان المجني عليه في حالة حرجة جدًا من الصعب إلحاقها وكان بيتلفظ أنفاسه الأخيرة عقب وصولة، مصاب بجروح طعنية بجميع أنحاء الجسم "مذبوح" من عند الرقبة والحاجب والأيدي.