نادر داوود يكتب: مصر بنظرة سودانية
نادر داوود
مصر أم الدنيا، ليس كلاماً أو مثلاً يقال فقط، لكن بالفعل هى كذلك، لأنها تضم أجناساً مختلفة من حول العالم، سواء كانوا يأتون للسياحة، أو يأتون بغرض المعيشة فيها.
أنا كسودانى، أتى أهلى من قديم الزمان، ليعيشوا فيها بغرض أن ننال أنا وإخوتى تعليماً أفضل وثقافة دولة أخرى غير دولتنا الأم لمستقبل أفضل ومعرفة أوسع. لقد وُلدت فى مصر، وأعتبرها بلدى الثانى بعد السودان. ودرست فيها كل مراحل التعليم، والآن أنا فى الثانوية العامة، رغم أن إخوتى الكبار أيضاً درسوا المراحل التعليمية هنا فى مصر، إلا أنهم ذهبوا وامتحنوا فى السودان الشهادة الثانوية، إلا أننى أردت أن أمتحنها هنا، وأكمل للجامعة هنا أيضاً، ولا أعتبر أن هناك فرقاً بينى وبين إخوتى المصريين، فنحن أصدقاء، وأعتبرهم أهلى.
أحب الأكل المصرى كثيراً، وأعشق المحشى والكشرى. وفى رمضان مشروبى المفضل هو التمر هندى والسوبيا، فهما معروفان عند المصريين من قديم الزمان، أنهما أساسيان عند الإفطار وأصبحت عادة لدى أيضاً.
أحببت معالم مصر القديمة كثيراً، وأحب الاستمتاع بعظمة الأجداد، وسحر ما خلفوه من آثار وأزورها بين الحين والآخر مع الأسرة وأحياناً أخرى مع الأصدقاء، البعض منها يذكرنى بالسودان، مثل الأهرامات، فهنالك أيضاً أهرامات فى السودان. وأتذكر الرحلات المدرسية عندما كنت أزور حديقة الحيوان، وحديقة الأزهر، ومدينة الألعاب، حيث نركب المراجيح، وأياماً أخرى نزور فيها الأماكن العريقة، مثل المتحف المصرى والإسلامى. ولرمضان طعم آخر فى مصر، إذا ذهبت إلى خان الخليلى وشارع المعز فى الحسين، حيث تجد كل ما هو عريق سواء كان من لبس الطربوش والبرقع وأسطوانات الأغانى القديمة. وأنتظر بفارغ الصبر كل عام معرض الكتاب الدولى، حيث أجد فيه كل جديد عن جميع الكتب القديمة والجديدة. وعندما أسافر إلى السودان أشتاق لكل شىء فى مصر، حتى هوائها، وأتوق للقدوم إليها مرة أخرى.