«مصطفى» بيرسم: «هندسة» الصبح و«بسمة» على وجوه الأطفال بالليل
الرسم على وجوه الأطفال
5 سنوات من الدراسة المرهقة، فقط للحصول على لقب «الباشمهندس»، ليتحقق حلم مصطفى كرارة، ويلتحق بالعمل مهندساً ميكانيكياً فى محطة تحلية مياه بالطاقة الشمسية، لكن يبدو أنه ليس الحلم الوحيد، هناك قائمة مؤجلة من الأحلام تنتظر التحقق، صحيح أنها ليست على الدرجة نفسها من أهمية حلم الهندسة، لكنه يظل الحلم الذى يتمناه.
مع إشراقة كل صباح، يهرول مصطفى إلى عمله، بين ماكينات وأسلاك، تفاصيل كثيرة يغرق فيها، قبل أن تنقضى ساعات العمل وتبدأ ساعات أخرى، يهرول مصطفى إليها أيضاً، لكن بحماس ونشاط منقطعىْ النظير، إذ يمارس فيها هوايته المحببة، يقف بين الأطفال بزى المهرج، باعثاً البهجة فى نفوسهم، يقدم «اسكتشات» لبضع دقائق، عارضاً فيها موقفاً ساخراً «المهنة دى الشرط الوحيد فيها إنك تحبها، تنبسط وأنت بتعملها وتنسى كل مشاكلك، مهما كانت حالتك النفسية سيئة، علشان اللى قدامك ينبسط، وتحب الأطفال وتعرف إزاى تتعامل معاهم، وتحس بيهم».
مهندس ميكانيكا يقدم عروضاً ترفيهية مجاناً
العمل كمهرج ليست علاقة مصطفى الوحيدة بالفن، فخلال الخمسة أعوام التى قضاها فى الكلية لم يغادر خشبة المسرح، مشاركاً فى العروض والمسرحيات المختلفة، إلى أن قادته مشكلة قلة التبرعات التى جمعها هو ورفاقه لزيارة المعهد القومى للأورام، للبحث عن وسيلة أخرى لإسعاد الأطفال: «فكرت فى حاجة تكلفتها المادية كويسة وشكلها حلو ينفع أقدمها للأطفال، فافتكرت مهرج شُفته قبل كده فى حفلة، فنزلت مع فرقة حفلات أطفال واتعلمت كل حاجة من أول اللبس لحد العروض والحيل السحرية بشكل احترافى». ويتابع بسعادة: «اهتميت بالدعم النفسى للأطفال فى المستشفيات ودور الرعاية والأيتام، بكل إمكانياتى إنى أديهم يوم حلو وذكرى سعيدة وأخليهم مبسوطين ولو ليوم واحد مجاناً».
يحفظ جيداً مواعيد المناسبات التى يستعد لها، وأوقات فراغه الأسبوعية التى لا يرفض فيها أى دعوة للمشاركة فى الحفلات الخيرية، ومواعيد عمله الذى يهواه هو الآخر ولا يتضارب مع هوايته: «بأحب شغلى كمهندس ومهرج وأوفّق بين الاتنين، فى عيد الأم ويوم اليتيم وبداية الدراسة والأعياد بشكل عام ولو متفق على حفلة واتطلبت فى الشغل هروح الحفلة والعكس على حسب اللى اتفقت عليه الأول».