رئيس «المحركات»: شركات كندية تفضل «ورشتنا» عن المصنع الأصلى لإنتاج «البافلو»
اللواء مهندس عصام عرفة
أكد اللواء مهندس عصام عرفة، رئيس مجلس إدارة مصنع المحركات التابع للهيئة العربية للتصنيع، أن المصنع معتمد ضمن 3 مراكز على مستوى الشرق الأوسط فقط فى مجال عمرة محركات الطائرات، ويتمتع بسمعة عالمية لكونه ينتج وينفذ عمرات المحركات، التى توصف بـ«قلوب الطائرات»، بجودة عالية للغاية، وبسعر منافس، مشيراً إلى أن بعض الشركات الأجنبية تجرى العمرة لطائراتها فى مصر بدلاً من إجرائها فى مصانع بلادها بسبب تنافسية عمل المصنع. وقال، فى حوار لـ«الوطن»، إن المصنع يستغل فائض قدراته الإنتاجية فى خدمة الاقتصاد الوطنى للبلاد، ودعم شركات الكهرباء والبترول والسكر والورق والحديد والصلب فى توفير قطع الغيار الحرجة لهذه المصانع والشركات خلال ساعات أو أيام، ويمنع توقف خطوط إنتاجها لأشهر حتى تدبير تلك المعدات من الخارج.
وكشف رئيس «المحركات» عن إنتاج مصنعه لمحطة مياه شرب بجودة فائقة تضاهى جودة «المياه المعدنية»، وخالية من الميكروبات والفيروسات، موضحاً أن أول محافظة ستستفيد منها هى «السويس»، وأن هناك محطات أخرى سيعملون على تنفيذها قريباً.. إلى نص الحوار:
لواء مهندس عصام عرفة: «المصنع» مؤهل ضمن 3 مراكز فى الشرق الأوسط للتعامل مع «التوربينات النفاثة»
لا يعرف الكثيرون أن مصر تمتلك مصنعاً صنع محرك طائرة نفاثة أسرع من الصوت؛ ما مجالات نشاط مصنعكم؟
- بداية، تم إنشاء مصنعنا عام 1960، وهو أحد المصانع الحربية التى تم إنشاؤها عقب ثورة 1952، بغرض تصميم وتصنيع وإنتاج المحركات التوربينية النفاثة للطائرات، وكانت البداية قوية جداً، وكان متزامناً مع إنتاج الطائرتين «القاهرة 200»، و«القاهرة 300»، فى مصنع الطائرات، التابع للهيئة العربية للتصنيع أيضاً، وأنتج لدينا بعد 5 أعوام من إنشاء المصنع 196 محركاً من المحرك «E200»، وهو المحرك المستخدم على الطائرة «القاهرة 200»، وهى طائرة تدريب تستخدم محركين، وطارت بالفعل بمحركنا، واستخدمتها القوات الجوية للتدريب لمدة زمنية طويلة، أما الطائرة «القاهرة 300»؛ فأنتجنا 8 نماذج لمحركاتها، وآخر نموذج منها طار بالفعل على طائرة هندية، وحقق المواصفات المطلوبة منه بأن يطير بسرعة أسرع من الصوت، لكن البرنامج توقف للأسف بعد عام 1967 بسبب الظروف السياسية التى عاشتها البلاد فى هذا التوقيت، واتجهنا لعمرة المحركات التوربينية النفاثة الخاصة بالطائرات، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة المدنية.
وما حجم نشاطكم حالياً فى مجال عمرة محركات الطائرات؟
- نعمر نسبة كبيرة جداً من محركات طائرات القوات الجوية، بالإضافة لتعمير بعض محركات طائرات دول مثل نيجيريا وكندا وإيطاليا وتايلاند، وهى بعض الدول الذين تعاونا فى العمرة معها لبعض الطرازات.
وما الذى يدفع هذه الدول للتعاون معنا فى هذا المجال الحساس؟
- نحن مركز عمرة معتمد لمحركات الطائرات فى كل طراز نعمل عليه، بالتعاون مع المنتج الأصلى لهذا المحرك وبنفس جودته، ونعد ضمن 3 مراكز فى منطقة الشرق الأوسط معتمدة من هيئة الطيران الفيدرالى الأمريكى، كما أن معظم العمليات المطلوبة للعمرة تتم داخل المصنع بدءاً من التشغيل على الماكينات والرش البلازما، والاتزان، وكافة الإجراءات، ولا نرسل محركات لخارج المصنع لإجراء تدخل مطلوب فيها إلا نادراً جداً.
وما أبرز الطائرات التى نجرى عمرتها؟
- نجرى عمرة محركات طائرة سى 130، وهى طائرة نقل متوسط، ووحدة القدرة المساعدة الخاصة بها، ومحركات طائرة «بيتش كرافت»، و«التوكانو»، والطائرة «K8E»، وهى طائرة لها تأمين فنى كامل فى مصر بالتعاون مع مصنع الطائرات، وهو خط تم افتتاحه منذ شهور، بعدما كانت ترسل إلى الخارج ليتم العمرة الخاصة بها هناك، ما يوفر الوقت والأموال، كما أننا نجرى عمرة لمحركات الطائرات «البافلو»، و«الميج 21»، وغيرها من الطرازات.
صنعنا شفاط غلال مصرياً بنسبة 100% بعد رفض دول توريد أحد أجزائه بحجة إمكانية استخدامه فى الأغراض العسكرية
وهل تتوافر لديكم العمالة اللازمة للعمل فى هذا المجال الحساس؟
- لدينا عمالة مدربة على أعلى مستوى، ويتم تدريبها بشكل مستمر سواء فى الداخل أو الخارج؛ فمثلاً أرسلنا بعضها مؤخراً لإسبانيا، وغيرها من الدول الخارجية للتدريب على البرامج التى نحتاجها، فضلاً عن وجود يوم كل شهر يتم التدريب فيه على كل ما هو جديد.
وما العائد على مصر من وجود مصنع محركات لديها؟
- نوفر نسبة تصل إلى 25% من سعر العمرة بالخارج، مع العلم أننا نأتى بقطع الغيار من المنتج الأصلى للمحرك، وفق تعاون بين الجانبين واعتماد يتم تجديده سنوياً، ونؤكد أن عمرة محركات الطائرات لدينا تتم بنفس الجودة التى تتم بالخارج، فضلاً عن عمرة المحركات فى وقت زمنى قليل يقدر بالأيام بدلاً من شهور، كما أن لدينا خدمة ما بعد البيع بعد عمرة المحركات.
وهل تكتفون بعمرة المحركات فقط أم تجرون عمليات أخرى؟
- نجرى عمليات الإصلاح والعمرة والتطوير سواء للأنواع القديمة أو الحديثة من المحركات.
وكيف تجرون عمليات التطوير؟
- يتم ذلك برخصة من المنتج الأصلى للمحرك، وبالتعاون معه؛ فعالم الطائرات دقيق جداً، ومحكوم، والحمد لله لدينا شراكات وعلاقات متميزة للغاية مع شركات محركات الطائرات العالمية فى مجالات الطائرات التى نعمل بها.
وما الانطباعات الخارجية الموجودة عن مجال عمرة المحركات فى مصر؟
- انطباعات جيدة للغاية، بدليل أننا ما زلنا نتعاون مع الكثيرين، فضلاً عن أننا الخط الوحيد خارج كندا الذى يعمر الطائرة «البافلو»، وأود هنا أن أقول إن محركات الطائرات «البافلو» الكندية تعمر لدينا بدلاً من المصنع الموجود فى بلادهم نظراً لمنافسة سعر عمرتنا عما يتم هناك، وذلك بأعلى مستويات الجودة المطلوبة فى مجال الطائرات.
أُعلن مطلع العام الحالى عن وجود تعاون مع بعض الدول الأفريقية فى مجال المحركات؛ فما تفاصيله؟
- لدينا تعاون ممتد مع دول أفريقية فى مجال المحركات، ويتم عمل عمرة محركات لهذه الدول حالياً، كما أننا أجرينا تدريباً لمهندسين وفنيين لبعض الدول الصديقة، وأعطيناهم جزءاً كبيراً من خبراتنا خلال فترة تدريب قضوها فى مصنعنا.
هل هناك استعداد للتعاون فى مجال عمرة المحركات مع دول أخرى؟
- بالتأكيد، نحن على استعداد للتعاون مع جميع دول العالم، خصوصاً الدول العربية والأفريقية، والدول الصديقة والشقيقة لمصر.
وما مجالات التعاون المتاحة فى هذا الصدد؟
- فى المجال العسكرى، التدريب على التعامل مع المحركات، من حيث التشغيل والإصلاح والصيانة؛ حيث إن مجال المحركات كبير جداً، ويوجد داخل مصر بعض الجهات المدنية التى تستخدم توربينات وأعمدة دوارة ولدينا إمكانيات لإصلاحها، ومنها مثلاً شركات الكيماويات والكهرباء والسكر، والحديد والصلب، والورق، وغيرها من الشركات تتعاون معنا، وذلك بدلاً من إرسالها للخارج.
نوفر 25٪ من سعر العمرة عن الخارج.. وننجزها فى أيام بدلاً من شهور.. ولدينا اتفاقات طويلة الأمد مع دول أفريقية لتقديم «الدعم الفنى».. ولدينا عمالة مدربة على أعلى مستوى
ما الذى تكسبه تلك الشركات بالتعاون معكم؟
- نقدم خدمات التأمين الفنى ونوفر بعض قطع الغيار الحرجة التى يحتاجونها بدلاً من إرسال معداتهم إلى الخارج، وهو أمر يستغرق عدة أشهر، ومن ثم قد يتوقف خط الإنتاج لديهم لفترات طويلة، ولكننا نحل مشاكل معداتهم فى فترات زمنية لا تتجاوز ساعات أو أياماً بدلاً من سفر المعدة للخارج، كما أننا مركز معتمد ونلبى متطلبات شركائنا الأجانب، فضلاً عن تقديم خدمات ما بعد البيع؛ فلدينا منتجات بيعت من 20 عاماً، وما زلنا نقدم لها خدمات تأمين فنى حتى الآن.
ما نسبة الخطأ المسموحة فى صناعتكم؟
- تتطلب صناعة المحركات أو الطائرات بصفة عامة أعلى معامل الأمان؛ فنظام الجودة الذى نتبعه يجعل الخطأ غير مسموح، ولا أخطاء ممكن أن تحدث، لأن الخطأ يعنى خسارة فى الأرواح.
لماذا تتجهون لمجالات الإنتاج المدنية؟
- لا يأخذ العمل فى مجال المحركات كل طاقتنا الإنتاجية، ومن ثم نستغل فائض طاقتنا فى دعم الاقتصاد الوطنى، خاصةً أننا نمتلك إمكانيات تكنولوجية كبيرة ومتميزة؛ فضلاً عن وجود عمالة مدربة على كفاءة عالية، ونخدم المجتمع المدنى، والمشروعات القومية العملاقة.
وما أبرز منتجاتكم المدنية؟
- ننتج مثلاً فى مجال السكك الحديدية دورة الهواء للعربات وجرارات القطارات، وهى «دورة الفرامل»، وهى من الأنظمة الحاكمة والحرجة جداً، وننتجها بتصريح من إحدى الشركات الكبرى الألمانية، وننتج الفرامل منذ أكثر من 25 عاماً، بتعاون كامل مع وزارة النقل والمواصلات والهيئة القومية لسكك حديد مصر، ومصنع مهمات السكك الحديدية «سيماف»، التابع لـ«العربية للتصنيع»، وتصل بعض نسب التصنيع المحلى فى بعض الأجزاء 100%، وبالتالى يكون هناك وفر كبير جداً فى تكلفتها وبنفس جودة المنتج فى الخارج، كما أننا ننتج أجهزة الجر، والتصادمات، وجزء كبير ينتج بالداخل.
عملت بعض مصانع «العربية للتصنيع» فى مشروعات «الصوامع»، هل عملتم بها؟
- نعم، عملنا بالفعل فيه، خاصة شفاطات الغلال، ونحن متميزون فيها، ونتعاون مع شركة ألمانية كبرى، وتعتبر من أفضل شركات العالم فى هذا المجال منذ الثمانينات، وأنتجنا شفاط غلال بتصميم مصرى من مصنع المحركات بنسبة 100%، وطورناه أكثر من مرة ليصل لـ250 طناً فى الساعة، ويكفى أن أقول إن رسومات التطوير الخاص به تتعدى ألفى لوحة هندسية بالكامل، ويعمل بكفاءة فى الموانئ المصرية؛ فهو صرح، وارتفاعه 8 أمتار، وقطره 2 ونصف متر على منشأ عائم وليس على الأرض، وهى مواصفات عالية جداً.
هل استوردتم أجزاء فيه من الخارج؟
- هناك بعض الأجزاء يتم استيرادها من الخارج، وقد تم الرفض من دول مصدرة بحجة إمكانية استخدامها على بعض الإمكانيات العسكرية، ولكن الحمد لله نجحنا فى إنتاجه محلياً، بجودة عالية.
وما نشاطكم فى مجال مياه الشرب والصرف الصحى؟
- نعمل على إنتاج محطات تنقية مياه الشرب والتحلية والصرف الصحى والصناعى بدءاً من المحطات الصغيرة وحتى العملاقة بالتعاون مع شركات محلية وعالمية، ولدينا أطقم فنية وهندسية تقوم بالعمليات التصميمية والحسابات والعمليات التصنيعية وجزء كبير من معداتنا، ولكن هناك بعض المنتجات تأتى من الخارج.
اللواء عصام عرفة يتحدث لـ«الوطن»
اقرأ المزيد:
-
العربية للتصنيع
-
قلعة قلوب الطائرات
-
أكبر المصانع الحربية
-
عبدالناصر
-
مشروع تصنيع الطائرة المصرية
-
الطائرات الحربية
-
مصنع المحركات
-
الهيئة العربية للتصنيع
-
المصانع الحربية
-
الرئيس الراحل جمال عبدالناصر
-
عهد عبدالناصر
-
محرك الطائرة النفاثة
-
طائرة نفاثة
-
البافلو
-
مشروع تنقية المياه
-
التوربينات النفاثة
-
الشركات العالمية