البابا يشهد 3 احتفالات كنسية بمئوية "مدارس الأحد" أبرزها في أسيوط
البابا تواضروس الثاني
على مدار 3 أيام يشهد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل، 3 احتفالات كنسية بمئوية مدارس الأحد، التي أسسها الأرشيدياكون حبيب جرجس عام 1918.
يحضر، البابا يوم الثلاثاء، الاحتفالية التي تنظمها إيبارشيات "حلوان والمعادي ومصر القديمة" بهذه المناسبة في المدرج المفتوح بنادى وادى دجلة بالمعادي.
كما يزور البابا، يوم الأربعاء المقبل، إيبارشية أسيوط للأقباط الأرثوذكس، لحضور احتفالية الإيبارشية بتلك المناسبة، حيث تقام الاحتفالية داخل دير العذراء بجبل درنكة في أسيوط، بحضور الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، وعدد من أساقفة الكنيسة.
كما يحضر البابا يوم الخميس، احتفالية كنائس شبرا، بنفس المناسبة، وذلك بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتكريم بعض من رواد مدارس الأحد بشبرا.
ومدارس الأحد، هي عبارة عن اجتماع أسبوعي، والذي أسسها رجل علماني أنجليكاني يدعي روبرت رايكس في انجلترا، عام 1780، وأطلق عليه هذا الاسم لأن الاجتماع كان يقام يوم الإجازة الرسمية وهي "الأحد" في لندن.
وانتقلت تلك الفكرة إلى مصر عام 1908، وكانت عبارة عن درس بعد صلاة القداس، وذلك بالتزامن مع أقرار الحكومة المصرية في ذلك الوقت تدريس "الدين المسيحي" في المدارس الأميرية، قبل أن ينشأ تتطور تلك الدروس إلى مدارس الأحد على يد الأرشيدياكون حبيب جرجس عام 1918، وتعرض جرجس لمضايقات وكانت الكنائس الأرثوذكسية في ذلك الوقت تحارب فكرة وتتهمه بالبدعة، وتقليد الإنجيليين الذين توغلوا في هذا الوقت في مصر، إلا أن "جرجس" اعتبر المدارس تحصين للأقباط ووقاية من انتشار الطوائف المسيحية الأخرى.
ثم تطورت تلك الحركة في ثلاثينات القرن الماضي وتحديدا عام 1935، وجرى تشكيل اللجنة العُليا لمدارس الأحد وصار لها في هذا العام 20 فرعًا بالقاهرة، و18 بالوجه البحري، و44 بالوجه القبلي، و30 بالسودان، وذلك لاهتمامها بتعليم الكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحي وتنظيم بالرحلات الدينية والخلوات الروحية.
وكانت تقام مدارس الأحد، يوم الجمعة لكونه يوم العطلة الرسمية في الدولة، ولكن لم يطلق عليها مدارس الجمعة واستمر اسمها "مدارس الأحد"، أو "فصول التربية الكنسية"، وهي عبارة عن فصول مُقسَّمة بالمراحل الدراسية للأطفال بدءًا من سن الحضانة والمرحلة الإبتدائية، ثم الفتيان في المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية، ثم بعد ذلك يتحول الأمر إلى اجتماعات، وفيها ينتقل الشباب في مرحلة الجامعة وما بعدها إلى اجتماعات مثل: اجتماع الشباب - اجتماع الشابات - اجتماع الأسرة - اجتماع المتزوجين حديثًا - والمقبلين على الزواج - اجتماع الرجال - اجتماع السيدات.. إلخ.
وفي المراحل الدراسية المختلفة، يتلقى فيها الحاضرين في كل مرحلة مبادئ التعليم الديني حسب السن، وذلك من خلال مناهج دراسية مدروسة لكل مرحلة، ويكون هناك خدام يقومون بالتدريس للمخدومين، وللإناث يخدمهم خادمات، ويكون هناك خادم كبير مسئول عن كل مرحلة دراسية يُطلق عليه "أمين الخدمة" أو "أمينة الخدمة".
ويعد البابا شنودة الثالث، أول أسقف على المعاهد الدينية والتربية الكنسية، وذلك في عهد البابا الراحل كيرلس السادس، وأعلن البابا تواضروس الثاني، في مايو الماضي، أنه يفكر في أنشاء أسقفية خاصة لمدارس الأحد بالكنيسة.