"عويم في النيل".. "رمضان" يمارس هوايته منذ 15 عاما رغم غرق شقيقه
رمضان أثناء قفزه في النيل
متعة مختلفة، يجدها الشاب رمضان محمد، بمجرد ممارسته لهوايته السباحة في نهر النيل، التي يعتبرها المتنفس والرياضة الوحيدة في حياته، والذي لازال متمسك بها رغم وفاة شقيقه الأكبر غرقًا في النيل منذ عام.
مهارات عدة يمتلكها صاحب الـ22 عاما، الذي تعلم "العوم في النيل" منذ كان عمره 7 أعوام، بنزوله المياه مع أقاربه وأصحابه على أحد ضفاف النيل بمحافظة بني سويف، كنوع من لهو الأطفال والهروب من حرارة الصيف، قبل التنقل مع أسرته للعيش في منطقة الحوامدية، "كنا عيال صغيرة وكان النيل هو المتاح بالنسبة لينا ولحد ما كبرت معرفش متعة غير العوم فيه والغطس والقفز من على ارتفاعات كبيرة والسباحة خلتني أحافظ على شكل جسمي ونفسي طويل".
مواقف خطرة وذكريات مأساوية تعرض لها "رمضان"، الذي يعمل في تصليح كاوتش السيارات بإحدى الورش، ويستطيع القفز من ارتفاع يصل إلى 30 مترا، والغطس حتى القاع، أصعبها فقدان شقيقه الأكبر غرقًا في النيل لعدم قدرته على السباحة، وآخرها كان إنقاذه لجثة غرقان فشل الغطاسين في الوصول إلى جسمانه لمدة 4 أيام، "مش هقدر أنسى دعوات أم الغريق ليا ساعتها".
العمل في النيل والمساعدة في إنقاذ "الغرقانين"، أكثر ما يتمنى رمضان، تحقيقه الذي يفضل الذهاب إلى أماكن أكثر هدوءًا للسباحة فيها، "كل ما أحس إني متضايق أنزل المية في أي وقت وأفضل أعوم لحد ما ارتاح عمري ما فكرت أوقف عوم في النيل رغم صعوبته".
ويجد الكابتن محمد سلامة، خبير تأمين المناطق المائية، أن السباحة في النيل تعد أصعب أنواع العوم لكثافة مياه النيل، وتحتاج إلى جرأة، والشخص الذي يريد يعمل في إنقاذ الغرقى لابد أن يخضع لتدريب مهارات التعامل مع حالات الغرق وإسعافهم وكيفية تأمين المسطحات، لتجنب حوادث الغرق قبل وقوعها.