«الصحة» تهدف إلى تحسين «المناخ الطبى» بنسبة 30% كمرحلة أولى نحو «إعادة الهيكلة»
مساعٍ كبيرة من وزارة الصحة لتحسين مناخ العمل
تهدف وزارة الصحة والسكان إلى تحسين بيئة العمل فى المستشفيات والقطاع الطبى بنسبة تصل إلى 30% كمرحلة أولى ضمن «المشروع القومى لتحسين بيئة العمل». وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان، إن الدولة مهتمة بإحداث تحسن ملموس فى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين خلال الفترة المقبلة، من خلال الاهتمام بالأطقم الطبية من أطباء وتمريض وخدمات معاونة، بغرض تحسين مستوى أدائهم.
أضاف، لـ«الوطن»، أن الدراسات العلمية الخاصة بأهم العوامل التى تؤثر على أداء مقدمى الرعاية الصحية، أكدت أن «بيئة العمل» هى أبرز تلك العوامل. وأوضح، أنها تشمل سكن الأطباء والتمريض فى المستشفيات، وسيتم تنفيذها على عدة مراحل، تستغرق فيها المرحلة الأولى من هذا المشروع قرابة العام، وستنفذ فى مستشفيين بمحافظة بورسعيد، فى إطار الاستعداد لإطلاق مشروع التأمين الصحى الاجتماعى الشامل، بالإضافة لـ29 مستشفى تابعاً لوزارة الصحة ضمن منظومة المشروع القومى للمستشفيات النموذجية.
وشدد المتحدث باسم «الصحة» على أن الدولة لم تنسَ المواطن المريض، حيث يتضمن المشروع تحسين أماكن انتظار المرضى فى جميع العيادات بالمستشفيات، وتنظيم دخولهم آلياً عبر الدخول بالرقم، واستخدام نظام «النداء الآلى»، وتسهيل صرف الأدوية.
«مجاهد»: تطوير سكن الأطباء والتمريض فى 31 مستشفى.. وأماكن انتظار للمرضى فى جميع العيادات.. وتنظيم دخولهم للكشف آلياً
كان الدكتور أحمد السبكى، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون الرقابة والمتابعة، أعلن عن مسابقة لأفضل فريق يضع تصوراً للتصميم الداخلى لسكن الأطباء والتمريض بالمستشفيات الحكومية بشكل علمى «غير تقليدى»، استرشاداً بالمعايير الدولية، على أن تخصص جائزة فى حدود 100 ألف جنيه لفريق العمل «الفائز» بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى.
من جانبها، أكدت الدكتورة منن عبدالمقصود، رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة والسكان، أن «بيئة العمل» أحد العوامل المؤثرة للغاية فى سلوك الموظف أياً كان، وأن كثرة الظروف غير الملائمة، وتكرارها تسبب تراكمات نفسية تؤدى لتدهور إنتاجية العامل.
وقالت إن توفير مناخ إيجابى للعامل، فى مكان عمله، واحتياجاته الأساسية، وتهيئة الظروف المناسبة لـ«الإبداع»، سيؤدى لرفع إنتاجيته بقيم تتراوح من 20 إلى 30%، وهو عنصر مهم للغاية يجب الاهتمام به، مشيرة إلى أن الأبحاث العلمية النفسية تثبت أنه حين يتم إشعار الفرد بأن مجهوده مُقدر، سيعمل بشكل أكبر حتى يظل عند نفس القدر من المسئولية.
من جهتها، أرجعت مصادر بوزارة الصحة والسكان سر انحدار مستوى بعض التجهيزات الإنشائية، وأماكن انتظار المرضى فى بعض المستشفيات والمؤسسات التابعة للوزارة، إلى العجز الشديد الذى شهدته الموازنة العامة للدولة، وموازنة وزارة الصحة خلال الفترة التى أعقبت أحداث 25 يناير 2011، وقالت إن الوزارة كانت توجه كل موازنتها للأجور، ولاستكمال العمل قدر المستطاع لتوفير الرعاية الصحية دون أعباء مالية شديدة على المواطنين فى فترة عصيبة من عمر الوطن. أضافت المصادر أن أكثر المستشفيات تضرراً من نقص الإمكانيات المادية، هى مستشفيات المناطق النائية، فضلاً عن بعض المناطق داخل محافظة القاهرة، مشيرة إلى أن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت تحسناً ملموساً فى الاعتمادات الخاصة بتوفير احتياجات المستشفيات بعد بدء استعادة الاقتصاد لكفاءته تدريجياً.
وانتقلت «الوطن» إلى مستشفى الزاوية الحمراء العام، المعروف باسم «مستشفى جيهان»، وهو مستشفى يخدم شريحة واسعة من أهالى مناطق الزاوية الحمراء، والشرابية، والوايلى، للوقوف على مستوى بيئة العمل فيه، وفوجئت بوجود مبنى كامل مخصص لـ«الأقسام الداخلية» بالمستشفى لا يعمل، بسبب سوء حالته الإنشائية، مع انتظام العمل فى العيادات الخارجية بالمستشفى، ووجود أماكن انتظار متهالكة، ولكنها تقى المرضى أشعة الشمس، ويقدم المستشفى خدمات بسيطة، ويصرف العلاج فى كثير من الأحيان بالمجان، وهو حال أغلب المستشفيات العامة على مستوى الجمهورية.
مدير مستشفى «جيهان»، رفض التحدث لـ«الوطن» دون خطاب مكتوب موجه إليه من مديرية الصحة بمحافظة القاهرة، لكنه أكد أن المستشفى مفتوح أمامنا بعد اتخاذ تلك الإجراءات الروتينية، إلا أن مصادر أخرى فى المستشفى أكدت صدور قرار بإزالة مبنى القسم الداخلى، والذى يضم قرابة 140 سريراً، وقالت إنه من المنتظر دخول المستشفى ضمن حزمة تطبيق قانون التأمين الصحى الاجتماعى الشامل، بعد تطويره خلال الفترة المقبلة.