عاملون يرفعون شعار: «المدير الحنين رزق».. وقيادات: «الخصومات مش حل»
سياسة الإقناع والمفاجآت التشجيعية تأتى بثمارها فى العمل
«المدير الحنين رزق».. مئات من المواقف المشجعة تمر على موظفين وعاملين فى أماكن شتى، سلسلة من المفاجآت يصنعها مديروهم تنوعت بين الهدايا فى أعياد الميلاد، والتقدير عند تنفيذ الأعمال المطلوبة، والكلام الطيب لتشجيعهم على القيام بالمزيد، فأشعرتهم بالسعادة الغامرة، وكانت الشعلة التى تحركهم لأداء واجباتهم، ودافعهم لإنتاج المزيد والمزيد، متناسين ضغوطات العمل وساعاته المرهقة، بحيث أصبح مكان العمل بالنسبة لهم بمثابة منزلهم الثانى.
«لما المدير عرف إن الموظفين عايزين يتفرجوا على ماتشات كأس العالم علق شاشة فى مكتبه، وقال لنا يلا كلنا هنتفرج مع بعض»، هكذا بدأ أحمد على، الموظف بشركة توكيلات تجارية، حديثه عن مديره البالغ من العمر ٤٠ عاماً: «عنده أسلوب مميز فى الإدارة، بيعزمنا على الفطار، وبيعمل لنا أعياد الميلاد، فى رمضان بنفطر كلنا سوا، ده غير حفلات الديش بارتى»، موضحاً أن هذه السياسة تنمى الولاء للمكان، وتزيد من معدلات الإنتاج: «طول الوقت بنبقى عايزين ندى أحسن حاجة عندنا».
ويروى إسلام فوزى، عامل فى قاعة أفراح، بعيون يملأها الامتنان: «بنحس إن إحنا بنشتغل فى بيتنا، مبنبقاش قاعدين نقول إمتى مواعيد الشغل تخلص، بالعكس من أول ثانية لآخر لحظة بنبقى مبسوطين»، متابعاً: «المدير دايماً بيستخدم سياسة الإقناع، والمفاجآت، وإنه بيعامل ولاده مش موظفين عنده، وده بيوفر لنا إحساس بالراحة، وبالتالى إنتاجنا ميقلش، طبعاً لما بنغلط بيبقى فيه عتاب، ولوم، وخصومات، بس حتى الحاجات دى بتتعمل بطريقة مليانة ود».
وتقص نيرة مرسى، موظفة بشركة سياحة، حكايتها مع مديرتها، قائلة: «مديرتى بتستخدم نظام المكافأة، لما حد بيعمل شغل حلو، بييجى تانى يوم يلاقى على المكتب ورقة صغيرة بتشكره فيها وشيكولاتة»، وتعتقد نيرة أن هذا الأسلوب فى الإدارة يجعل بيئة العمل أكثر متعة، ويعطى الموظفين الدافع لإكمال العمل على أتم وجه.
«إحنا شغلنا صعب لأننا مسئولين عن مصالح ناس، وزى ما فى حاجات بتاعة أى شغل عادى زى النرفزة والعصبية، فى برضو حاجات ومواقف كويسة بتخلينا نقدر نكمل»، هكذا عبرت نورهان حسن، عن طبيعة عملها بالمحاماة، مشيرة إلى أفضل المواقف التى مرت بها مع مديرتها: «فى عيد ميلادى جابت لى تورتة، وفى العيد جابت لى عروسة كنوع من أنواع التحفيز».
وتضيف آية بحراوى، مهندسة معمارية بإحدى الشركات، أن التقدير من جانب المدير يساعد على تكوين بيئة عمل إيجابية، موضحة: «المديرة بتقدر كل اللى حواليها، وأول واحدة بتفتكر أعياد ميلادنا، وإحنا بنحب نشتغل وننجز تقديراً ليها».
ولم تقتصر المواقف المشجعة على الموظفين، بل شملت أيضاً بعض المتدربين، حيث تقول هدير مجدى، متدربة بأحد البنوك: «عيد ميلادى كان موافق يوم المدير مسافر فيه، فلما رجع وعرف جاب لى شيكولاتة، واحتفلوا بيا فى المكتب، كمان بقى بيدينى شغل تقيل، ويشكرنى لما أنجزه»، مضيفة أن ذلك جعلها تحب سوق العمل قبل أن تنضم إليه كموظفة، ومنحها الثقة فى علمها وعملها. فى المقابل يؤكد المديرون الناجحون فى خلق بيئة عمل جيدة للموظفين، على أهمية التواصل مع الموظفين وتشجيعهم والتعامل معهم بود فى تحسين الإنتاجية. «لازم يبقوا فى الصورة معانا»، هكذا قال المهندس حسام فرج، مدير إدارة منطقة زفتى لتوصيل الغاز الطبيعى، مؤكداً أهمية التواصل والمشاركة بين القيادات والموظفين، كأساس للنجاح والإنتاج.