إجازات للموظفين فى أعياد ميلادهم ومحفزات مستمرة لـ«بيئة عمل أفضل»
موظفو الشركة فى صورة جماعية
«ريّحه يتعبك، اتعبه يريّحك».. مبدأ يتبعه الكثير من المديرين تجاه موظفيهم، حيث يتم إنجاز المهام بسرعة وإتقان تجنباً للتوبيخ أو الإيذاء، تحت عنوان مهارة «العمل تحت ضغط»، أفكار لا وجود لها داخل «شارك آند شريمب» الشركة الناشئة العاملة فى مجال التسويق، والتى اشتهرت بالقرارات اللافتة من جانب مديرها تجاه موظفيه، تارة باستدعاء أولياء أمورهم للاحتفال بأعياد ميلادهم وتارة بتحمل فروق تذاكر المترو عقب زيادتها وغيرها الكثير، حيث حوّل مديرها التنفيذى محمد نعيم، الشعار الشهير إلى آخر مغاير تماماً مفاده «دلّع الموظف يدلّعك».
شعار رفعه عدد المهتمين بأعمال الشركة وأثار حالة من الإعجاب باللفتات الطيبة من مديرها تجاه مرؤوسيه، على الرغم من أن عمر الشركة لا يتخطى العشرة أشهر لكن خريج تجارة عين شمس، دفعة 2004 نجح فى الهدف الذى خطط له قبل سنوات طويلة، بحيث أصبح يشتهر بـ«مدير السعادة».
قرار باتباع منهج مختلف فى العمل بدأ عند «نعيم» منذ كان موظفاً صغيراً، فى مجال خدمة العملاء والتسويق، بين الإمارات والسعودية وقطر، طوال 13 سنة «وقتها شعرت أننى مجرد عبد».
محمد نعيم.. «مدير السعادة» الشاب الذى حقق المعادلة المستحيلة: «دلّع الموظف يدلعك»
قبل 18 عاماً، كان «نعيم» يعانى من مشكلة صحية فى قدمه، وكان وقتها يعمل فى المطار بإحدى الدول العربية، وكان راتبه قليلاً جداً، 800 درهم «وقتها أعلنوا أن هناك عملية جرد، من يقوم بها يحصل على «بونص» 400 درهم، أى نصف راتبى بالضبط، لذا ذهبت للتقديم فتلقيت الرد قاسياً من المدير المالى الذى سخر منى وقال «انت شايف نفسك؟ انت حتى السلم ما بتعرفش تطلعه هاتعمل الجرد إزاى؟» رد استغرق نعيم 10 ثوانٍ ليستوعبه «شعرت خلالها أن جردل مية ساقعة سقط على رأسى، قبل أن أرد: دا اختيار ربنا، لو عليا هاكون أحسن وأغنى وأجمل واحد فى الدنيا، لذلك اعتراضك على شىء مش فى إيدى» رحل بعدها الشاب الثلاثينى منهاراً، وقرر منذ ذلك الوقت أن يؤمن بالأشخاص وقدراتهم بصرف النظر عن مظهرهم أو أى اعتبارات أخرى.
يتبع المدير الشاب عدداً من الخطوات لتحفيز العاملين بصحبته، يقول: «بداية لا أطلق عليهم موظفين ولكن شركاء النجاح، ودائماً ما أعتبر التحفيز أمراً ضرورياً تماماً كأهمية العمل، لا مجال للإهانة، حين يجيد أحدهم لا أتعامل مع الأمر باعتبار أن هذا هو الطبيعى والعادى، أتقدم بالشكر، قولاً وفعلاً، هدفى أن يشعر العاملون أنهم جزء من المكان وليسوا مجرد موظفين، أحتفل معهم بأعياد ميلادهم، وأمنحهم إجازات مدفوعة مع مكافأة 100 جنيه فى هذا اليوم، أهنئهم وأحتفى بهم وبإنجازهم وكل هذا يأتى فى صالح العمل والإنتاجية».
وجهة نظر خاصة يملكها «نعيم» بشأن أكثر ما يحبط العاملين، رصدها ليتجنبها مع الوقت «أكثر ما يفقد العامل حماسه أن يشعر أنه آلة، مطلوب منه أن يعمل 24 ساعة، يجب أن يشعر الشخص بالراحة فى محل عمله كى يتمكن من الإبداع».
لعل هذا ما دفعه لاتباع عدد من المحفزات: «عملت استدعاء ولى الأمر لبعض الزملاء فى حالات أعياد ميلادهم ومناسباتهم السعيدة، الإنصات لرجع الصدى منهم والتأكيد على أن كل كلمة وملاحظة بيقولوها سيتم أخذها فى الحسبان والاهتمام بها وبرأى صاحبها، الاحتفالات والمكافآت، كلها وسائل بتزيد من الولاء والنجاح فى نفس الوقت، الاهتمام بأجواء العمل مهمة، من يرغب فى الجلوس على المكتب له ذلك ومن يرغب فى الجلوس على الأرض، أو فى الحديقة الملحقة له مطلق الحرية أن ينهى عمله بالطريقة التى يفضلها».