"تركيا" الصديق الذي تحول لـ"عدو" للولايات المتحدة الأمريكية خلال عام
دونالد ترامب
لم يمر عام على وصف "دونالد ترامب"، رئيسا الولايات المتحدة الأمريكية، لتركيا في سبتمبر الماضي، بالصديق، لينقلب إلي النقيض، ليصف "ترامب"، تركيا بالعدو، عبر تدوينه له علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، منذ أيام.
قرارات مضادة يتخذها كلا من رؤساء الدولتين، لتخلق شكل جديد للعلاقة بينهما تلك الفترة.
"عمرو الشوبكي": "ترامب" و" أوردوغان" لديهما نفس الصفات وعداوتهما لن تطول
قال الدكتور عمرو الشوبكي، المستشار السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الشخصيتين بينهما تشابه كبير، فـ"ترامب"، لديه قدر معروف من الرعونة والتسرع والتحول المزاجي، شاهدنا ذلك في علاقته بكوريا، وتصريحاته المتناقضة تجاه إيران، منذ عدة أسابيع، قال أنه علي استعداد للجلوس والاجتماع مع القيادات الإيرانية، وفي نفس الوقت كان يزيد من العقوبات علي إيران، ففي رأيي أن "ترامب" لديه تحولات همجية تحكمه الأهواء الشخصية، في إدارة السياسة الخارجية الأمريكية، وهذا أمر غير متعارف عليه في الولايات المتحدة، لأنه في النهاية أمريكا دولة مؤسسات.
ويضيف: " ترامب في الحقيقة لديه تحولات فجائية وغير متوقعة، وفي رأيي أن "أردوغان" في المقابل أسس نظام سلطوي، نظام بعيد تماما عن القيم والمبادئ الديمقراطية، "أردوغان" في الحكم منذ 18 عاما، وفي النهاية قيامه باعتقال "قس أمريكي" موجود في تركيا منذ 23عاما، هو رد فعل انتقامي ليس له أي مبرر، وفي رأيي أن جزء أساسي من الأزمة هو المزاج الشخصي للرئيسين، الذي به جزء من الغرور والصلف، رغم أنهم حلفاء علي الأرض، فتركيا عضو في الناتو، ونسقت مع الولايات المتحدة في تدخلها العسكري في شمال سوريا، وبالتالي من الناحية الموضوعية هم حلفاء، وتركيا جزء من الاستراتيجية الأمريكية، لكن ما أدى لهذا التدهور هو الطبيعة الشخصية لكلا الرئيسين، طبيعة متغيرة فيها غرور، وبالتالي تحولت الأشياء التي كان ممكن استيعابها مع رؤساء أخريـن، إلي قضايا أخري، خلافات علي كلمة، "عند" الرئيس التركي لاعتقاله القس الأمريكي الذي لا يمكن أن يتهم بالإرهاب.
وأشار "الشوبكي"، إلى استبعاده تورط "القس"، في أي أعمال إرهابية، ويري أن اعتقاله رد فعل "كيدي" من "أردوغان" فهي معارك تصفية حسابات، لافتا إلي أن الضغوط الأمريكية علي تركيا كبيرة، وتدفعها للإفراج عن "القس" الأمريكي، مشيرا إلي أنه رغم فتح تركيا لقناة جيدة مع روسيا ومع إيران، ورغم أن التقارب مع روسيا حقيقا إلا أنه له حدود، لأن 90% من السلاح التركي من أمريكا، وتركيا دولة رأسمالية، وجزء من النظام العالمي علي خلاف إيران، إيران دولة منغلقة علي نفسها، ومعتادة علي أن تكون دائما تحت حصار اقتصادي وضغط ومقاطعة، إنما تركيا جزء من المنظومة الغربية، وبالتالي قدرتها علي أن تكون في معزل عن المنظومة العالمية، يكاد يكون مستحيل وهذا يصعب من مهمة أردوغان، لذا فتركيا ستتقارب بحدود من روسيا، إلا أنها لا مستقبل لها بدون إصلاح علاقتها بالولايات المتحدة، وغير قادرة على الصمود لفترة طويلة في هذه المعركة.
"عماد جاد": تركيا ستكون الخاسر الأكبر وعليها تهدئة الأمور
ويري الدكتور عماد جاد، المستشار السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ترامب لديه مبالغات، لكن أن تصبح تركيا عدو كما أعلن "ترامب"، فهذا أمر صعب، لأن تركيا عضو في حلف "الناتو"، فكيف تصبح "عدو"، من الممكن أن تكون هناك مصالح تتباين وتختلف بين الدول، قد تتفق مصالحها وقد تتوطد العلاقات، وقد تختلف المصالح، وتتباعد المسافات، وتقوم أمريكا بمجموعة من العقوبات تجاه تركيا، وتركيا تتجه تجاه روسيا، وتنسق معها بشكل أكبر، فهذا أمر وارد تراجعه أو تطوره، فتتدهور العلاقات بشكل أكبر، وإذا كانت تركيا عضو في حلف "الناتو"، فقد انضمت له في ظروف الحرب الباردة، لكن الأن لا أعتقد أن هناك احتياج كبير لتركيا أمنيا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وحلف "الناتو".
وأضاف" جاد"، أن تركيا لن تدخل الأتحاد الأوربي، لكنه مشهد غريب، أن يرأس البلدين، شخصيتين لا يتمتعون بالمرونة الكافية، ليستطيعون إيقاف التصعيد، و"ترامب" يتخذ إجراءات، و"أردوغان" يرد بتحدي، فلو استمر ذلك، سيتزايد التدهور في العلاقات، ومن الواضح أن كلاهما لديه درجة عناد عالية، ومن المفترض أن تبدأ تركيا في تهدئة الأمور، لأنها الخاسر الأكبر من تصاعد العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن يبدو أن غرور وغطرسة "أردوغان" وتصلبه الشخصي، يرشح لتصاعد الأزمة.