«الأوقاف»: خطة جديدة لتنقية كتب التراث ومحاصرة الفكر المتطرف
محمد مختار جمعة
بدأ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف، وضع خطة دعوية جديدة لتطوير قراءة التراث، لمحاصرة الفكر المتطرف، وأصدر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قراراً بتشكيل لجنة لتنقية التراث بالمجلس تكون مهمتها تنقيح القديم وتوضيح الصالح والطالح. وعقد الوزير عدة لقاءات بقيادات الوزارة والمجلس، خلال اليومين الماضيين، أكد فيها مهام الوزارة المتنوعة دعوياً وعلمياً واجتماعياً، مشيراً إلى أن دور المجلس راسخ وكبير فى نشر الفكر العلمى المستنير.
وطالب «جمعة»، فى تصريحات له، بتشجيع المتميزين من الباحثين على المشاركة العلمية والدعوية لتحقيق التراث للإفادة من جميع الجهود البناءة لجميع العاملين بالوزارة والجهات التابعة لها. وقال الدكتور أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس، لـ«الوطن»، إن الأوقاف لديها اهتمام بتنقية التراث والعناية به، وفق متغيرات العصر مع الحفاظ على الثوابت الشرعية، فيد الغدر والإرهاب حاولت لقرون طويلة طمس أو محو أو تشويه أو نسف هذا التراث فكرياً كان أو حضارياً أو إنسانياً، فما فعله التتار مع التراث الفكرى العربى لا ينساه التاريخ حتى وصل الأمر لـ«داعش» وحلفائها.
لجنة بـ«الأعلى للشئون الإسلامية» لإعادة القراءة.. و«عجيبة»: نراعى متغيرات العصر دون المساس بالثوابت الشرعية
وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالأوقاف: «جهود الوزارة تشمل مطاردة الفكر المتطرف كأولى مراحل التجديد الدينى، ويتم تدريب الأئمة على كيفية المواجهة، حيث تنظم الوزارة دورات للأئمة يحاضر فيها كبار علماء الأزهر والأوقاف، وقد أسسنا مركز مكافحة التطرف والإرهاب بوزارة الأوقاف، الذى يترأسه الدكتور عبدالله النجار، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ويعاونه الدكتور بكر زكى عوض، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ويشرف عليه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ويقوم المركز بتفنيد الفكر المتطرف وإصدار كتب ومراجع دورية للأئمة لكيفية مواجهة الفكر المتطرف بأنواعه: الإخوانى أو السلفى أو التكفيرى أو الداعشى، ونشرت العديد من المراجع المهمة منها كتاب: ضلالات الإرهابيين وتفنيدها».
فى سياق متصل، قال الدكتور محمد الشحات الجندى، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية: «لابد أن نجفف هذا الفكر من المنبع ونعيد قراءة التراث حتى لا يجد المتطرفون شيئاً يعتمدون عليه فى دعوتهم للعنف والتطرف، لذا جاءت دعوة وزير الأوقاف للباحثين بالمجلس بالبدء فى مراجعة ونقد مواطن وأسباب العنف التى يعتمد عليها المتطرفون من التراث لتوضيح كيف أنها أفكار لم تعد صالحة للواقع الحالى.
وقال عبدالغنى هندى، عضو مجمع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: «ستكون هناك لجنة لتنقية التراث مهمتها إعادة إحياء علم اسمه علم الدخيل وهو علم كان موجوداً طوال الوقت مهمته التنقية الدائمة لكتب التراث وتوضيح الصالح والطالح منها وتنقية التراث من الدخيل والشوائب.