بعد إصابة الطماطم بـ"التجعد".. خبراء يوضحون ماهية الفيروس وطرق الوقاية
صورة أرشيفية
"تجعد الأوراق" الفيروس الذي انتشر في الآونة الأخيرة في محصول الطماطم ما أدى تقديم الفلاحين شكاوى إلى الوزارة، ليعلق حامد عبد الدايم، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، على الواقعة بقوله إنه بمجرد وصول شكاوى للوزارة بخصوص مشاكل في محصول الطماطم توجهت لجنة إلى منطقتي وادي النطرون والنوبارية وأخذت عينات من النباتات وتم فحصها، حيث تبين إصابة النبات بمرض تجعد الأوراق.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "مساء دي إم سي "الذى يقدمه الإعلامي أسامه كمال، أنه تبين إصابة النبات بمرض تجعد الأوراق وهو مرض فيروسي ليس له علاج، موضحًا أن التقاوي التي تم زرعها تم استيرادها عن طريق شركة قطاع خاص ملزمة بتعويض المزارعين.
الدكتور عبدالمحسن تهامي، مدير معهد أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية، أوضح أن فيروس تجعد الأوراق لا يسبب أي مشاكل للإنسان، مشيرًا إلى أن أي فيروس خاص بالنبات لا يؤثر على صحة الإنسان، لافتًا إلى أن الفيروس متواجد من الستينات ولا يسبب مشكلة.
وأضاف "عبدالمحسن"، لـ"الوطن"، أن الفيروس تنقله الذبابة البيضاء، مبينًا أن الفلاحين يشترون البذور من الشركات وليست الوزارة، مشددًا على أنه يجب على الفلاحين رش محاصيلهم للوقاية فالفيروس لا يكتشف إلا بعد أن تطرح الثمار.
فيما قال الدكتور إلهامي الأسيوطي، العضو بمعهد بحوث أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية، إن الفيروس ينقل عن طريق الحشرات، مطالبًا بوجوب رش الثمار المصابة وما حولها حتى لا تنقل العدوى.
من ناحيته، أشار الدكتور السيد وجيه، أستاذ الفيروسات والبيوتكنولوجي بقسم أمراض النبات بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، إلى أن فيروسات تجعد الأوراق بالطماطم عديدة منها "تجعد الأوراق الأصفر" وهو ينتقل عن طريق الذبابة البيضاء فقط، مضيفًا أن هناك أنواع من تجعد الأوراق ينتقل عن طريق البذرو والذبابة البيضاء.
ولفت إلى أنه إذا كان الفيروس منتقلصا عن طريق البذرة، فلابد من اتخاذ عدة خطوات، تتمثل في شراء بذور موثوق فيها خالية من الفيروس، مبينًا أنه لابد من متابعة النباتات عند زراعتها في الحقل، كي يتم إنقاذ الموقف حال اكتشاف وجود فيروس بالنبات، إما عن طريق خلع النباتات وحرقها وإبعادها عن الحقل تمامًا، أو عن طريق استعمال وسيلة لمقاومة الحشرات وذلك حال انتقال الفيروس عن طريق الحشرات "الذبابة البيضاء".
وأشار "وجيه"، إلى أن العلماء قاموا بتصنيع مبيدات متخصصة للذبابة البيضاء، موضحا أن هذه المبيدات مبيدات جهازية، أي عند رشها على النبات، فإنه يقوم بامتصاصها من أوراقه ثم تتابع انتشارها في داخل اجزاء جسمه إلى أن تصل لثمار النبات، لذلك دائما ما يحذر العلماء من شراء النباتات فور رشها بالمبيدات كي يكون النبات أخذ وقته الكافي للتخلص من أثر المبيدات على صحة الإنسان.
وأوضح وجيه لـ"الوطن" أن هناك طرق حديثة لمقاومة الفيروسات مثل، إنتاج أصناف مقاومة من النباتات مقاومة للمرض، وهي تقنية من أحدث التقنيات التي تم اكتشافها عن طريق الهندسة الوراثية التي تنتج أصناف مقاومة للمرض حتى وإن صادفته حشرة حاملة للفيروس، فهو لن ينتقل إليه لكونه صنف مقاوم من الأساس.
وأضاف "وجيه"، أن هناك طرق تقليدية أخرى تتمثل في تهجين النبات، أي زواج النبات من صنف أقوى منه مقاوم للمرض، مشيرًا إلى أنه قد يكون هذا النوع من النبات كالطماطم نوع بري يتكيف على البيئة الصحراوية أو الغابات، ولكن لابد أن يكون نوعا متصلا بالطماطم، مشيرا إلى أنه عند انتقال المرض للنبات الأصلي فلن يتأثر لأنه بالفعل تم دمجه مع النبات الأقوى منه وأكثر مقاومة عنه.
وأوضح "وجيه" أن النبات الهجين ليس له قيمة اقتصادية، لكن تكمن قيمته في قدرته على مقاومة المرض، على عكس الصنف المزروع في الحقول، فهو قيمته الاقتصادية عالية لكنه غير مقاوم للفيروسات والأمراض وعند إصابته بأي فيروس يودى بحياته في الحال، ويفقد القدرة على إنتاج أي ثمار ما يسبب خسائر إنتاجية فادحة.