"الفيوم" تحتضن أقدم طريق في العالم.. وخبراء يحذرون من اندثاره
تحظى منطقة شمال بحيرة قارون، بمحافظة الفيوم، بوجود أقدم طريق ممهد في العالم من البازلت والأخشاب المتحجرة، والبالغ عمره 5 آلاف سنة، وكان يستخدمه المصريون القدماء في نقل البازلت من محاجرها إلى مكان تجميع قريب من معبد قصر الصاغة، إلا أن خبراء يحذرون من اندثاره بسبب رحلات السفاري.
وبحسب أحمد عبدالعال، الخبير الأثري، مدير عام فرع آثار الفيوم السابق، لـ"الوطن"، فإن الطريق الذي يقع بمنطقة جبل قطراني، شمال بحيرة قارون، يعد أقدم طريق مرصوف وممهد في العالم، ويبلغ عمره 5 آلاف سنة، وهو طريق صمم لنقل البازلت من محاجر البازلت الواقعة شمال البحيرة إلى مكان التجميع بالقرب من معبد قصر الصاغة، وذلك لنقلها عبر البحيرة إلى هضبة الأهرام لبناء وتبليط أرضيات أهرام الدولة القديمة.
ويضيف الخبير الأثري، أنه بجوار هرم خفرع تجد بلاطات البازلت المجلوب من الفيوم، ويعتبر الطريق من أقدم الطرق الممهدة والمرصوفة، وتم رصفه بالأخشاب المتحجرة والأحجار، وذلك لسهولة السير عليه، من أجل تجميع كسارات البازلت.
ويحذر الخبير الأثري، من اندثار الطريق الأثري بسبب رحلات السفاري وسيارات المحاجر التي تعمل في المنطقة، وأنه يحتاج إلى نظافة وصيانة، وتوضيح، وعلامات إرشادية للصيانة حتى لا يندثر.
ويضيف سيد الشورة، مدير عام فرع آثار الفيوم، أن محاجر البازلت في ودان الفرس بجبل قطراني شمال بحيرة قارون، تشهد على نشاط ملوك الدولة القديمة الأسرة الرابعة، في إقليم الفيوم، وعلى أهميته بالنسبة لكيان الدولة المصرية في ذلك الوقت، فقاموا بقطع ونقل الأحجار على طريق معبد أعد خصيصا لتسهيل نقل كتل البازلت من المحاجر في أعلى جبل قطرانى، ولمسافة 10 كم حتى ميناء التحميل على السفن جنوب غرب معبد قصر الصاغة، حيث كانت مياه البحيرة بهذا الموضع.
وتابع: كانت تحمل هذه الأحجار بعد ذلك على سفن، لتبحر في مياه البحيرة، ومنها إلى نهر النيل لتصل إلى منشأت ملوك الدولة القديمة (الأسرة الرابعة والخامسة) في الجيزة، وأستخدمت في عمل أرضيات المعابد الجنائزية التابعة للمجموعات الهرمية.
وبحسب سيد الشورة، فإن الطريق القديم يتفرع إلى العديد من الفروع داخل محاجر البازلت القديمة بشقيها المحاجر الشرقية والغربية، وأنشا الطريق من الأحجار المحيطة بموقعه، فالمناطق من الطريق التي تمر في منطقة محاجر البازلت، وتكون أجزاء منه مصنوعة من قطع البازلت، في المناطق التي يمر الطريق فيها بالغابة المتحجرة، فتكون كتل الأشجار المتحجرة، هي المكون الرئيسي للطريق، وهكذا حتى يصل إلى الميناء جنوب غرب معبد قصر الصاغة.