من الأجداد إلى الأحفاد.. عادات "الفتاة الواحاتية" بين البساطة والتمرد
طالبات من الواحات - ارشيفية
يعيش الإنسان منذ صغره وفقًا لعادات وتقاليد فرضها عليه أجداده وبيئته حتى أصبحت هذه العادات جزء لا يتجزأ من حياته اليومية، وكثيرًا ما تقف هذه العادات عائقا بين الانسان وطموحه، ولكن هناك من يتخطى هذه العادات ويثور عليها ليصل إلى مراده.
في الواحات تحاول الفتاة التمرد على العادات التي فرضتها عليهم البيئة الاجتماعية لمحافظة الوادي الجديد، وكسر العديد من العوائق التي تواجهها سعيًا لتحقيق ذاتها دون أن تنقلب على بعض العادات المرتبطة بأمور دينية مثل ارتداء الحجاب أو الاختلاط مع الرجال، وتعتبر بعض الفتيات العادات والتقاليد المفروضة عليهم بأنها "بساطة وراحة بال".
وترى نورهان صلاح، طالبة بكلية التربية، أن المشكلة الأساسية تتمثل في رفض الأهالي من سفر الفتاة خارج حدود المحافظة بمفردها، مؤكدة اقتناع الأهالي بالمثل الشعبي "من خرج من داره قل مقداره"، والتفكير بهذه الطريقة يقيد حركتهم، وأنها تحتاج للاستقلال بحياتها وتحقيق طموحاتها في مكان أخر خارج الواحات.
وتبرر "نورهان" قولها ذلك لقلة الإمكانيات الموجودة في الواحات، قائلة: "أنا مش هقلل من خوف أهالينا علينا بالعكس أنا بشكرهم على ده، بس بجد محتاجين نراجع عاداتنا أولًا بأول".
وقالت زينب رفاعي، طالبة بكلية التربية، إن الأهالي في الواحات لم يوافقون على سفرهم بمفردهم حتى لو للدراسة أو التدريب أو أي شيء يخص الحياة العملية أو العلمية، ولا بد من أن يرافقهم أحد أشخاص الأسرة، مؤكدة عدم تقدير أحد تفكير الفتيات وأن لهم حياتهم الخاصة بهم.
وأوضحت "زينب" أن أي فتاة يكون لها أصدقاء شباب ينظرون إليها في الواحات بأنها فتاة ليست جيدة، قائلة: "في أهالي بتشجع بناتها إنها تكون حاجة كبيرة بعيدًا عن كلام الناس، وفيه أهالي بسبب كلام الناس بتقيد الفتاة تحت مسمى أنتٍ بنت".
وأضافت جهاد حسن، طالبة بكلية الآداب، أنه لا يوجد في الواحات الإمكانيات اللازمة لتحقيق أحلامهم، لذلك لابد من السفر خارجها حتى نكتسب من الخبرات المتاحة في الأماكن الأخرى ونعود للواحات مرة أخرى كي نفيد أهالي بلدنا.
وأكدت مي محمد، حاصلة على ليسانس آداب، عدم شعورها بمشكلة في السفر، لأنها قادرة على تحقيق طموحها في الواحات سواء في الدراسة أو العمل الخاص بمشروعها، قائلة: "فكرة السفر للبنت بمفردها في مجتمعنا مرفوضة تمامًا"، موضحة أنه يوجد صديقاتها تخرجن من كليات "قمة" ويحتاجون السفر للقاهرة للعمل ولكن "ما باليد حيلة".
"أنا بحمد ربنا إنني ولدت في مجتمع زي الواحات، يفرض عليك أوامر تنفذها زي مثلا الحجاب في سن صغير" هكذا ترى مي محمود طالبة بكلية الآداب، مؤكدة أن العادات والتقاليد المفروضة عليهم ليست إلا تنفيذ لتعليمات الشريعة.
وقالت إن ارتدت الحجاب وعمرها 13 عامًا، مشيرة إلى أن مجتمعهم يفرض عليهم عدم الاختلاط بين الولد والبنت، ويوجد قوانين في مجتمعنا لم يقدر أحد أن يتخطاها".