بالذبح والسم والغرق.. كاميرا "سينما الواقع" تدور من ميت سلسيل للشروق
عقار مذبحة الشروق
جريمة أخرى كبيرة، حدثت هذه المرة في مدينة الشروق، بعد أن ذبح "خفير" زوجته وأبنائه الأربعة في أحد الشقق التي استأجرها مؤخرا، مستخدما البطاقة الشخصية لأحد أصدقائه تجنبا للرصد الأمني، وفصل رؤوسهم عن أجسادهم قبل أن يلوذ بالفرار.
مذبحة الشروق، التي استخدم فيها فيها القاتل سكينا لذبح زوجته وأبنائه، لم تكن الجريمة الأولى من نوعها في الشهور الأخيرة، حيث تعددت جرائم العنف الأسري وقتل الأبناء والزوجات خلال الشهور القليلة، إلا أن وسائل وطرق القتل في كل جريمة تختلف كل مرة عن الأخرى من حيث الأدوات ومستوى العنف.
مذبحة الرحاب، جريمة هزت الرأي العام في مصر خلال شهر مايو الماضي، بعد العثور على عائلة كاملة، مكونة من الأب والأم وابنين "شاب وفتاة"، مقتولين بالرصاص داخل الفيلا الخاصة بهم في حي الرحاب، قبل أن تكشف التحقيقات أن الأب قتلهم جميعا قبل أن ينتحر.
جريمة أخرى هزت حي الرحاب الهادئ في شهر أغسطس الماضي، بعد أن استدرج أحد الأشخاص خطيب ابنته بمساعدتها، إلى فيلا أجرها في الحي، وطعنه بسكين بمساعدة مجموعة من الأشخاص، ووضعه داخل تابوت خشبي، وغطاه بالفحم والزلط، قبل أن يدفنه في حفرة أعدها مسبقا داخل المنزل، خوفا من أن يفضح أمره، بعد أن اكتشف أنه هارب من أحكام قضائية خاصة بتجارة المخدرات وتزوير محررات رسمية.
الدقهلية كانت مسرحا لجريمة أخرى لازالت تشغل الرأي العام، حيث شهدت قرية "ميت سلسيل"، الشهر الماضي، إلقاء أحد الأشخاص لطفليه في مياة ترعة فارسكور في دمياط بعد أن قتلهما، بسبب تورطه في العديد من المشاكل الخاصة بتجارته في الآثار.
لم يكد الرأي العام يستقبل صدمة قتل والد "طفلي الدقهلية" لهما، حتى استيقظ على خبر العثور على جثث أب وأبنائه الأربعة متعفنة داخل شقتهم، في قرية الرملة التابعة لمركز بنها في محافظة القليوبية، والتي كشفت التحريات وتقرير الطب الشرعي أنهم تناولوا وجبة مسمومة، بالإضافة إلى وجود قطوع في شرايين أيديهم جميعا، في الوقت الذي تميل الاحتمالات فيه نحو قتل الأب لهم وانتحاره بعد وجود رسائل بينه وبين شقيقته يخبرها من خلالها بنيته في ذلك.
تنوع وسائل القتل وأدواته واختلاف قوتها في هذه الجرائم، يعود لاختلاف الأسباب والدوافع النفسية المؤدية للجريمة ذاتها، حسب ماهر عبدالحميد، استشاري الطب النفسي، موضحا أن الأسباب النفسية التي تؤدي لهذه الجرائم كثيرة ومتنوعة، مثل أمراض الفصام والذُهان، والتي ينتج عنها أفكار ضلالية تدفع الجاني لارتكاب جريمته، وفي هذه الحالة تكون الجريمة عشوائية دون تخطيط، ووسيلة القتل تكون متوفرة بالأساس في مكان الجريمة بانتظام.
الجرائم التي يوجد فيها تخطيط محكم وتدبير، تخرج أسبابها النفسية خارج دائرة الأمراض الفصامية والذهانية، كما أكد عبدالحميد لـ"الوطن"، ويمكن أن تعود لعدد من الأسباب، مثل الإصابة بالاكتئاب الشديد الذي ينتج عنه أعراض ذهانية حادة، تؤدي لانتحار الضحية وقتل أبنائه أو عائلته بدافع الخوف والشفقة عليهم مما ينتظرهم بعد موته، مما يجعل وسيلة القتل رحيمة في ظاهرها.
دافع الانتقام، سبب آخر من أسباب ارتكاب الجرائم التي يخطط لها أصحابها ويستخدمون طرقا ربما تكون عنيفة، وفقا لرؤية الطبيب النفسي، موضحا أنه في هذه الحالة يكون الفاعل شخصية سيكوباتية اضطهادية أو يعاني من النرجسية، وهي ظواهر تظهر علاماتها مسبقا، حيث يكون لها تاريخ من النزاع النفسي.
ضلالات الخيانة، التي تصيب الأشخاص نتيجة الشك في سلوك الزوج أوو الزوجة، يجعل استخدام طريقة عنيفة مبررا، حيث يرى عبدالحميد أن هذه الحالة يكون الغغضب الشديد هو المسيطر والمتحكم، فيتولد لدى القاتل رغبة شديدة في تفريغ هذا الغضب، والذي يظهر بدوره في استخدام وسيلة عنيفة مثل الذبح وفصل الرأس عن الجسم.
الطبيب النفسي اختتم حديثه بالإشارة إلى وجود جرائم تكون وليدة اللحظة، دون وجود تاريخ من الأمراض النفسية، وتكون نتيجة غضب لحظي شديد لم يتحمله الفاعل، وتستخدم في هذه الحالة وسائل قتل مثل الضرب الشديد أو الإلقاء أماكن مرتفعة كالنوافذ والبلكونات، بعد مشادات عنيفة.