«كاميرات المراقبة وتتبع الهواتف» أدوات جديدة تدعم جهود فرق «البحث»
جثث أطفال المريوطية عقب العثور عليهم
حالة من الجدل أحاطت بواقعة مقتل طفلين من قرية ميت سلسيل بالدقهلية، بعد تداول عدد من الأشخاص مستنداً مزوراً منسوباً إلى مدير أمن الدقهلية السابق، يفيد بتورط ضابط شرطة فى واقعة قتل الطفلين «محمد وريان»، وأنه حرض على قتلهما انتقاماً من والدهما محمود نظمى، المنسوب إليه تهمة القتل العمد لأبنائه، ولكن كل تلك الادعاءات تبددت مع صدور بيان النائب العام والتحقيقات التى ظهرت بالتزامن مع إحالة المتهم للمحاكمة الجنائية موثقة بأدلة مادية قادت فريق البحث الجنائى للوصول إلى أن من يقف وراء قتل الطفلين هو والدهما، وقدمت جهات التحقيقات كاميرات رصدت تحركات الأب المتهم مع طفليه حتى مقتلهما وإلقائهما فى المياه من أعلى كوبرى فارسكور بمحافظة دمياط، وقدمت النيابة أيضاً التتبع الجغرافى لرقم الهاتف الخاص بالمتهم الذى أكد وجوده فى مكان العثور على جثث الأطفال، فى وقت معاصر لارتكاب الجريمة، فضلاً عن التحريات التى جرت فى الواقعة، وكلها أدلة أدانت الأب بارتكاب الواقعة.
ولم تكن جريمة «ميت سلسيل» الأولى ولكن هناك العديد من الجرائم التى لعبت فيها الأدلة المادية دور البطولة، وترصد «الوطن» عدداً من القضايا التى شغلت الرأى العام، ففى شهر أبريل الماضى، ظهرت أشلاء لسيدة فى العقد الرابع من عمرها، وعثرت القوات على رأس الضحية ملقى فى صندوق قمامة بمنطقة فيصل ببولاق الدكرور، وعقب تحديد هوية السيدة تبين أنها تاجرة تحمل الجنسية السودانية، وبتتبع خط سيرها من الفندق الذى تقيم فيه بمنطقة العتبة، توقفت القوات أمام محل «أمين الصاغة»، محل مشغولات ذهبية فى منطقة الصاغة، وبعد تفريغ الكاميرات الموجودة فى المحل والمحلات المجاورة، تبين أن الضحية دخلت المحل ولم تخرج منه، وبمناقشة مالك المحل، تبين أنه وراء قتلها وتقطيعها فى سرداب المحل لسرقتها، وأيضاً التحريات التى أجرتها القوات، تحت إشراف اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، بشأن الواقعة، أكدت أن المتهم قطع الجثة لأجزاء وقام بإلقاء الأشلاء على ثلاثة أيام فى أماكن متفرقة بالقاهرة والجيزة.
أسهمت فى كشف جناة «أطفال المريوطية.. وطالب الرحاب.. والسيدة السودانية».. ورصدت خط سير الأب فى حادثة طفلى ميت سلسيل
أما قضية «أطفال المريوطية»، فقد قاد المباحث إلى تحديد هوية المتهمين بمسرح الجريمة «آثار حريق» فى الشقة وعقدا إيجار وزواج لاثنين من المتهمين، بعدما عثرت القوات فى شهر يناير الماضى على جثث ثلاثة أطفال فى حالة انتفاخ ونجحت القوات فى تحديد مرتكبى الواقعة، وتبين أن الأم وصديقتها وزوج صديقتها وراء الواقعة، وجاء فى تحريات المباحث وتحقيقات النيابة أن سائق توك توك حدد العقار الذى نقل منه جثث الأطفال، ما ساعد القوات تحت إشراف اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، على تحديد هوية المتهمين وإلقاء القبض عليهم.
«التتبع الجغرافى»، لهاتف «بسام»، طالب الرحاب الذى قتل على يد والد خطيبته ودفنه فى تابوت خشبى فى إحدى الشقق بالرحاب، كان دليلاً دامغاً قاد المباحث للوصول إلى مكان الجريمة، حيث أجرت القوات تتبعاً جغرافياً لهاتف المجنى عليه، وفرغت آخر مكالمات صادرة منه وواردة له، وتبين أنه كان فى لقاء مع خطيبته وبعدها اختفى، وبتضييق الخناق عليها وعلى والدها اعترفا بقتل «بسام» ودفنه انتقاماً منه وخوفاً من أن يفضح أمره بأن المتهم الرئيسى مزور ونصاب.