فى كتاب"السادات.. الحقيقة والأسطورة" للصحفي الراحل موسى صبري، الذي صدر بمناسبة ذكرى السادس من أكتوبر، وسجل فيه حكايات وقصص وطرائف للرئيس الراحل محمد أنور السادات أثناء لقائه به في "ميت أبو الكوم" على مدى أسبوع كامل سنة 1977.
وكان من بين المواقف، التي ذكرها موسى صبري في كتابه موقفا يتعلق بالموسيقار بليغ حمدى، حيث قال إنه "ذات مساء دعاه الرئيس السادت في أمر لا يعلمه، فدخل عليه في حجرة المكتب وكان يرتدي البيجامة، ممسكا بقلم (بركر) ينظف سنه ويبحث عن دواية الحبر، واهتم بتنظيف السن عدة مرات وهو يتأمله كشاب يستعد لكتابة خطاب غرام، فقال لي كم أتمنى أن أعيش لأكتب فقط إنها أسمى مهنة فى الوجود كتبت في شبابي مسرحية لم أكملها ولي ذكريات تملأ مجلدات يا بختكم ما من تتفرغون لمهنة القلم"، بحسب صحيفة "الأهالى" عام 1998.
وأثناء حديث السادت مع موسى صبري رفع سماعة التليفون وسأل الشخص الذي يحدثه هاتفيا "ألم تجدوه بعد" ثم اتجه موسى مستطردا حديثة وتسلل إلى الحديث عن الموسيقار بليغ حمدي، الذي كان يعشق الاستماع إلى أغانيه وألحانه، متسائلا: "الواد ده غطس فين؟ فسأله (صبري) من هو يا سيادة الرئيس؟، فقال (بليغ حمدى إنني أبحث عنه في كل مكان بلا جدوى كنت عاوز أسمع شوية تقاسيم الواد ده موهوب)".
وكان بليغ حمدى موهبة فنية وموسيقية فزة، حيث أتقن العزف على العود وهو في التاسعة من عمره، وحاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى إلا أن سنه الصغيرة حالت دون ذلك، فالتحق بمدرسه شبرا الثانوية، في الوقت الذي كان يدرس فيه أصول الموسيقى في مدرسة عبدالحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري وتعرف من خلاله على الموشحات العربيه، ثم التحق بكلية الحقوق وفي نفس الوقت التحق بشكل أكاديمي بـ"معهد الموسيقى العربية".
أقنعه محمد حسن الشجاعي، مستشار الإذاعة المصرية وقتها باحتراف الغناء، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة 4 أغنيات، لكن تفكيره كان متجها صوب التلحين فلحن أغنيتين لفايدة كامل هما "ليه لأ، ليه فاتني ليه؟"، وتبعتها أغنية ما "تحبنيش بالشكل ده" لفايزة أحمد.
ثم توطدت علاقته بكبار الموسيقيين وخاصة محمد فوزي، الذي أعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة "مصر فون" التي كان يملكها، وفي عام 1957 قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ "تخونوه"، كما جمعه تعاون مع أم كلثوم ووردة ومحمد رشدى وغيرهم.
تعليقات الفيسبوك