"العيد عيدين".. فرحة مشتركة للأقباط والمسلمين تجددت مرتين في عام
صورة أرشيفية
إلى جانب ما يجمعهما من تاريخ وعيش مشترك على أرض مصر، اجتمع تقويميهما مرتين هذا العام ليجلب اجتماعهما فرحة واحتفالات الأعياد في الوقت نفسه.
اجتمع مسلمو مصر ومسيحيوها على الاحتفال بعيدين مختلفين اجتمع قبلهما صومهما وكُلل بلقاء عيديهما حيث ذبح المسلم في 21 أغسطس الماضي أضاحي العيد ليتشارك وأخيه القبطي "لحوم الإفطار" بعد أن ختم الأخير صوم العذراء العذراء في الثاني والعشرين من الشهر نفسه.
فالأيام التسع الأوائل من ذي الحجة، تمثل موعد العالم الإسلامي مع صوم، يسبق يوم عرفة، الذي تنطلق فيه شعائر الحج، حيث يصوم المسلمون صوما ينقطعون فيه عن تناول الطعام حتى المغرب لمدة ثمانية أيام وليالٍ شريفة، يضاعف العمل فيها، ويستحب الاجتهاد في العبادة وعمل الخير خلالها وينتهي الصوم بإفطار المسلمين في أول أيام عيد الأضحى، والذي يوافق 21 أغسطس هذا العام، كونه اليوم العاشر من ذي الحجة.
وعلى جانب آخر، واستعدادا للاحتفال بعيدها في الشهر نفسه، يصوم الأقباط الأرثوذكس ما يعرف بـ"صيام العذراء"، ولا يتبع هذا الصيام الذي يستمر لأكثر من 15 يوم المفهوم الدارج للصوم بالانقطاع عن تناول المأكولات أو المشروبات لعدد معين من الساعات يعقبها الإفطار، إذ يعني هذا الصيام انقطاع الأقباط عن تناول اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان، مع السماح بتناول الأسماك والمنتجات البقولية طيلة فترة الـ15 يوما التي تؤذن نهايتها بالإفطار على اللحوم.
وتجتمع، اليوم، للمرة الثانية أعيادهما حيث تحتفل مصر بمسلميها ومسيحييها برأس السنة الهجرية ورأس السنة القبطية حيث يحتفل العالم الإسلامي، اليوم، بمرور 1440 عام على هجرة نبي الإسلام إلى يثرب والتي أصبح بفضلها هناك تقويما إسلاميا حيث عرفه المسلمون على يد أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، بعد مرور 17 عاما على هجرة الرسول.
والتقويم الهجري تقويما قمريا يعتمد على القمر في تحديد الشهور وتتكون السنة فيه من 12 شهرا يمثل اليوم مطلع أولها، محرم.
والتقويم القبطي هو التقويم الذي يبدأ بتولي الإمبراطور دقلديانوس العرش في 248 ميلاديا، وهو ما يعرف بـ "عصر الشهداء" لما عانوه في عصره من اضطهاد وتعذيب وهدم لكنائسهم وحرق لصلبانهم.
ويتكون التقويم القبطي، الذي يعتمد على دورة الشمس، من 13 شهرا، تبدأ بشهر توت والذي يعد إيذانا ببداية السنة الزراعية حيث قسمت السنة القبطية إلى ثلاثة فصول هي: "الفيضان، البذار، والحصاد" وتنتهي السنة القبطية بشهر النسيء، الأقصر في السنة، حيث تبلغ مدته خمسة أيام فقط. وتنتهي السنة بـ "عيد النيروز".