ما دلالات تنفيذ روسيا المناورة العسكرية الأكبر في تاريخها؟
بوتين
بدأت روسيا، الثلاثاء، أكبر مناورة عسكرية في تاريخها منذ الحرب الباردة، بمشاركة 300 ألف من مختلف أركان قواتها المسلحة، وبمشاركة عسكرية صينية ومنغولية، في سيبيريا الشرقية.
وبحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن آخر مناورة روسية اقتربت من هذا الحجم تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي، عام 1981.
الكاتب والمحلل السياسي، والخبير بالشأن الروسي، الدكتور محمد فراج عبد النور، قال إن الهدف المعلن من هذه المناورة هو اختبار جاهزية القوات واستعدادها حيال أي تهديد عسكري محتمل، وقياس كفاءة التنسيق بين الجهات العسكرية المختلفة، موضحًا أن هذه الأهداف هي العادية الطبيعية لأي مناورة عسكرية تنفذها أي دولة.
إلا أن رسائل أخرى تتعلق باستعراض واسع للقوة، تريد موسكو أن ترسلها عبر هذه المناورات، خاصةً في ظل تخوفها من تحركات أطلسية، على خلفية عدد من القضايا العالقة بينها وبين عدد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وفقًا لما قاله عبد النور لـ"الوطن"، موضحًا أن مسألة العقوبات الغربية على روسيا بسبب قضية "سكريبال" الشهيرة، تأتي على رأس هذه الخلافات.
الخبير في الشأن الروسي أرجع التخوفات الروسية أيضًا إلى اتجاه عدائي متصلب، تتخذه الأوساط السياسية والنيابية في الدول الغربية تجاه روسيا، الحد الذي تحولّت معه العلاقات مع روسيا إلى قضايا سياسة داخلية في هذه الدول، مشيرًا إلى أن هذه الاتجاهات العدائية تنذر باحتمال تحرك عسكري ضد القوات الروسية المتواجدة في مناطق النزاع، سواء سوريا أو أوكرانيا، ما يسبب للروس إحساسًا بالخطر يدفهم إلى تنفيذ مناورات بهذه الضخامة.
وأضاف عبد النور أن المشاركة الصينية رغم ضعفها تحمل رمزية ودلالة كبيرة أيضًا، أهمها تضامن بكين المطلق مع موسكو، إذ يأتي ذلك على خلفية خلافات صينية أمريكية واسعة حول عدد من المحاور، أهمها مسألة الحرب التجارية التي شنّها ويصّعدها باستمرار، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين منذ مجيئه إلى رأس السلطة في بلاده.
الكاتب والمحلل السياسي أوضح أن الدافع الآخر الذي يدفع الصين إلى إبداء تضامنها مع موسكو، هو "التقارب الخطر" مع تايوان، الذي رصدته الصين من قِبل بعض دول شمال الأطلسي وعلى رأسهم الولايات المتحدة، إذ أن الصين دائمًا ما تصرُّ على أن تايوان جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الصينية، الأمر الذي جعلها تستخدم أسلوب الضغط الدبلوماسي للسحب عضوية تايوان من الأمم المتحدة.