إعادة تأهيل 200 قطار تجرى على القضبان منذ الستينات
قطارات متهالكة يقوم المصنع بتطويرها وتأهيلها للعودة إلى «السكة الحديد»
تعكف عدة ورش متخصصة داخل مصنع مهمات السكك الحديدية «سيماف» على إعادة تأهيل ورفع كفاءة قرابة 200 قطار من القطارات التى تخدم على السكك الحديدية فى خطوط الضواحى و«الفروع»، بعدما خدمت تلك القطارات المصريين فى انتقالاتهم لفترة تتجاوز الـ40 عاماً.
وداخل ورش «سيماف» التى شاهدتها «الوطن»، يستقبل مهندسو وفنيو «المصنع» القطارات، ويعملون على فك مكوناتها الداخلية بالكامل، والكشف على قوائم القطار، والتى عادة ما يُكتشف وجود صدأ بها بسبب طول فترة خدمتها، مع تركيب كسوة جانبية للقطارات، وقوائم جديدة بدلاً من التالفة، مع عمل عدة أعمال تطوير وصيانة.
ويزيل «المصنع» أرضيات القطارات الصاج بالكامل فى منطقة دورة المياه، ويستبدلها بأرضية جديدة، مع عمل «مرمات» لأرضية «الصالون» حيث يوجد الركاب خلال رحلتهم، مع إعادة تأهيل أبواب القطار، وتركيب المفصلات والزجاج والحديد، ثم الوصول لمرحلة الدهان، والتشطيب، وصولاً إلى الاختبار، حتى تعود تلك القطارات للعمل على السكة الحديد مرة أخرى.
ويقول المهندس عماد عامر، مدير عام تجميع عربات المترو والسكك الحديدية داخل مصنع «سيماف»، لـ«الوطن»: إنهم يعملون حالياً فى إجراء عمرات لنحو 200 عربة ركاب درجة ثانية عادية تعمل على السكة الحديد منذ قرابة 40 عاماً، موضحاً أن تلك العربات تتطلب عملاً كبيراً، وأن جسم تلك العربات يكون معظمه متهالكاً، ومن ثم يعملون على الكشف على هذا الهيكل، وتقطيع المتهالك منه، وعمل إعادة تجديد شامل لهيكل العربية، أو تركيب أجزاء أخرى لو كان مكون القطار نفسه متهالكاً.
«عامر»: نمد عمرها 30 عاماً و«ما تقدرش» تفرقها عن «الجديدة».. و«صابر»: نوفر 25٪ من ثمن المركبات الحديثة
ويوضح «عامر» أن أى شىء يحتاج للتغيير داخل القطار يتم إجراؤه بالفعل، ثم يدخل فى مراحل التشطيب وتركيب الفرامل والكهرباء والكراسى، والدهان، مضيفاً: «العربية بتخرج من تحت إيدينا وكأنها جديدة، وماتقدرش تميز بين العربية الجديدة أو المتعمرة».
من جهتها، توضح المهندسة دينا عبدالرحمن، مدير ورشة التشغيل بالمصنع، أن لديهم الماكينات والأجهزة اللازمة لعمل عمليات تشغيل على المعادن بكافة الأشكال التى تحتاجها القطارات، فضلاً عن ضمان جودة تلك الخامات بعد تركيبها، حيث يمتلك المصنع نخبة من العمال والمهندسين ذوى الخبرة والكفاءة، فضلاً عن تنظيم دورات تدريبية لهم بما يدعم رفع أعمال كفاءتهم، والتعرف على كل جديد فى مجال السكك الحديدية ومترو الأنفاق.
ويشير الكيميائى محمد صابر، مدير عام التشطيب والتجهيز فى «سيماف»، إلى أن كل العيوب الموجودة فى العربات يتم اكتشافها قبل العمل النهائى على تشطيبها، ويتم إصلاحها، مشيراً إلى أن تلك العربات تخدم بعضها فى السكك الحديد منذ الستينات، وأن أى صدأ يزال، ويركب مكانه مكون جديد.
وأضاف «صابر»، لـ«الوطن»: العمر الافتراضى للقطارات بعد إجراء العمرة لها قد يصل لـ30 عاماً، وبفترة لا تقل عن 15 سنة خدمة جديدة، موضحاً أن فترة العمل المتوقعة تحددها الصيانة التى تجرى على القطارات، وحجم الضغط عليها فى السكك الحديدية.
ويشير مدير عام التشطيب والتجهيز إلى أن أعمالهم توفر للدولة قرابة 25% لو تم شراء عربات جديدة مثل تلك القطارات، مشدداً على أن أعمالهم تنال رضاء جميع المسئولين فى مجال السكك الحديدية.
وتابع: «منذ فترة قريبة زارنا الدكتور هشام عرفات، وزير النقل والمواصلات، برفقة قيادات ومسئولى الهيئة، وأشاد بحجم الأعمال وجودتها، كما أنه منذ 10 سنوات قدم وزير للنقل، وقال أتمنى أن تكون كل العمليات الإنتاجية فى مصر مثل تلك القطارات».
وأوضح «صابر» أن معدل عملهم هو إخراج عربة كل يومين، مشيراً إلى أنهم ينتجون 15 عربة فى الشهر سواء عمرة، أو عربة جديدة.
ويشير مدير «التشطيب» إلى أن الإمكانيات التكنولوجية المتوافرة لديهم تتوافر لدى الشركات العالمية العاملة فى اليابان فى نفس المجال، مضيفاً: «إمكانياتنا تلبى كل احتياجات السكة الحديد؛ فأى عربية تمشى على السكة نقدر نعملها، وأتحدى أى حد يوقف قطار اتعمل فى سيماف أو فى كوريا الجنوبية أو اليابان، ويفرق بين القطارين».
ولفت إلى أنهم يقدمون خدمة ما بعد البيع، عبر إجراء عمرة وصيانة للقطارات التى قد تحدث لها حوادث لإعادة تأهيلها، بدلاً من سفرها لليابان أو كوريا الجنوبية للعمل على عمرتها وصيانتها.