«المصالحة» وهْم صنعه الإخوان.. الدولة تتبرأ منها والمجتمع يرفضها: «لا تصالح»
المجتمع يرفض المصالحة مع «الإخوان» بسبب تورطهم فى جرائم إرهابية
منذ الخروج من المشهد مع ثورة 30 يونيو التى رفعت شعار «يسقط حكم المرشد»، يعيد الإخوان وحلفاؤهم بين الحين والآخر الحديث عن المصالحة بشكل مباشر وغير مباشر فى محاولة للعودة إلى المشهد من جديد، آخرها تصريحات نائب مرشد التنظيم إبراهيم منير، الهارب إلى الخارج ويقيم حالياً فى تركيا، أمس الأول، التى قال فيها إن التنظيم لا يغلق باب المصالحة فى مصر من أجل الحفاظ على «المصلحة العامة» بحسب زعمه. وفى المقابل تنفى الدولة مراراً قبولها مثل هذه الدعوات الفاشلة، وتتبرأ منها، فيما تؤكد القوى السياسية والحزبية رفضها لأى سيناريوهات من شأنها عودة الإخوان بعد تورطهم فى جرائم دم وإرهاب.
«الجندى»: دعوات مشبوهة ومثيرة للسخرية.. و«أبوشقة»: لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع.. و«عبدالعال»: لا تخرج إلا من مربع «حبايب التنظيم الإرهابى»
الرئيس عبدالفتاح السيسى أيضاً أكد فى أكثر من مناسبة رفضه لدعوات التصالح مع الإخوان، أولها خلال فترة الدعاية بالانتخابات الرئاسية الأولى بعد «30 يونيو»، حيث أكد «أنه لا تصالح مع من لجأ للإرهاب أو العنف»، وهو الأمر الذى أعاد التأكيد عليه مجدداً مع تنصيبه للمرة الثانية فى 2018، كما قال مؤخراً، رداً على سؤال فى مؤتمر الشباب الوطنى السادس بجامعة القاهرة يونيو الماضى: «نواجه الإرهاب بلا هوادة، دون اللجوء إلى مصالحات، حماية للدولة والدين».
وتأتى تصريحات نائب مرشد الإخوان الهارب حلقة جديدة فى سلسلة تصريحات وبيانات إخوانية سابقة تحاول فتح الباب لـ«المصالحة» برغم الرفض الرسمى والشعبى لها، حيث سبق أن طرح تنظيم الإخوان الإرهابى فى الذكرى الخامسة لفض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين ما وصفه بـ«مبادرة للخروج من النفق المظلم»، زعم فيها 10 مبادئ منها التمسك بالسلمية وعدم اللجوء إلى العنف وقبول جميع الأطراف.
وقال النائب مصطفى الجندى، عضو مجلس النواب، لـ«الوطن»، إن الإخوان يروّجون دعوات مشوهة لخداع الرأى العام سواء داخل أو خارج مصر، مشدداً على أن فكرة المصالحة مع الإخوان أصبحت «مثيرة للسخرية»، مضيفاً: «بصراحة بقت نكتة بايخة، ولا أحد فى مصر يريد الإخوان من جديد أو يريد التصالح معهم، وإزاى نتصالح على دم، إزاى نتصالح وإحنا عندنا شهداء فى الجيش والشرطة والمدنيين سقطوا برصاص الإخوان».
وكان القضاء قد صنف الإخوان منظمة إرهابية أواخر 2013، بعد التورط فى سلسلة من العمليات الإرهابية، منها تدمير كنائس والاعتداء على منشآت عامة، ويحاكم حالياً العديد من قيادات وعناصر الإخوان فى قضايا تتعلق باستخدام العنف والتحريض عليه.
وقال بهاء أبوشقة، رئيس حزب الوفد، رئيس اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، إن المصالحة مع الإخوان أمر غير وارد على الإطلاق ولا يمكن تحقيقه على أرض الواقع، لأن «مصر كلها ترفض المصالحة قيادة وشعباً»، وأضاف أن الجيش يخوض حرباً مع الإرهاب، وبالتالى مثل هذه الدعوات التى وصفها بـ«الحمقاء» لا محل لها من الإعراب، ولا يمكن التعامل معها على محمل الجد، حسب قوله.
وقال سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، إن دعوات المصالحة لا تخرج إلا من «مربع الإخوان»، حيث يحاولون ترويج هذه الفكرة على أمل أن تجد تجاوباً لدى الدولة أو القوى السياسية فى مصر، مضيفاً: «لا أحد يتجاوب معها، المؤيدون والمعارضون يرفضون عودة الإخوان تحت أى شكل، لأنهم تنظيم إرهابى ثبت للمصريين إرهابهم وعنفهم».
واعتبر «عبدالعال» أن قرارات لجنة التحفظ والحصر والإدارة والصرف فى أموال الجماعات الإرهابية والإرهابيين، بمصادرة أموال عناصر وشركات وجمعيات تابعة للإخوان التى صدرت قبل أيام، بمثابة «صفعة» على وجه من وصفهم بـ«حبايب ووسطاء الإخوان» الذين يحاولون الترويج للمصالحة مع تنظيم إرهابى، وتابع: «هذه القرارات وما قبلها تؤكد جدية الدولة بأنه لا توانى مع من لجأ للعنف وحمل السلاح، والدولة المصرية تسير فى طريقها ولا تقبل العودة للوراء أو محاولات الابتزاز السياسى».