تعتبر الفنانة تحية كاريوكا من أهم الفنانين الاستعراضيين والسينمائيين في القرن العشرين، تركت علامات بارزة في مشوارها الفني، عبر أدوار فنية علقت بأذهان الجمهور حتى، اليوم، ولكن قليلين يعلمون الوجه الآخر لها، وهو نضالها السياسي ووقوفها بجوار الحق دوما أو كما وصفها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حين قال لها "أنتي ست بألف راجل".
هاجمت كاريوكا الملك فاروق في بداية العام 1946، حينما كانت ترقص في أحد الكازينوهات وفجأة دخل إلى الكازينو الملك فاروق مصطحبا الحاشية الخاصة به، ليشاهد رقص تحية كاريوكا ويبدي إعجابه به، لكن بعدما انتهت الفنانة تحية كاريوكا من فقرتها ذهبت للملك، وقالت جملة لم يكن أحد يتوقعها: "مكانك مش هنا يا جلالة الملك، أمال اللي يقعد في القصر مين؟"، ولم يعلق الملك فاروق بأي جملة ولم يرد، وقرر الانسحاب من الكازينو بصمت وخلفه حاشيته وسط ذهول جميع الحاضرين.
وكانت الفنانة تحية كاريوكا ضد الاحتلال الانجليزي لمصر، فحينما تم قتل أمين عثمان وزير المالية في ذاك الوقت وكان من مؤيدي الاحتلال الإنجليزي، وأتهم في قضية قتله أنور السادات فهي من قامت بإخفائه ومساعدته على الهرب حينما ذهبت به إلى بيت شقيقتها في الإسماعيلية وظل هناك لفترة ما.
ولم يك هذا فقط ما فعلته تحية كاريوكا في مقاومتها للاحتلال الإنجليزي، فحينما قام مجموعة من الفدائيين بتنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال الإنجليزي بمنطقة القناة ساعدتهم تحية كاريوكا بإخفاء الأسلحة داخل سيارتها، وعبورها من نقاط التفتيش اعتمادا على شهرتها كفنانة.
اعتقلت كاريوكا لأول مرة، عام 1954، بعد زواجها من الضابط مصطفى كمال صدقي، عضو حرس السرايا الملكية قبل الثورة، واتهمت بالقيام بنشاط معادٍ للثورة والتآمر لقلب نظام الحكم، وأمضت 100 يوم في السجن.
كانت تستغل فترة وجودها في السجن لتدافع عن حقوق السجناء، وطالبت إدارة السجن بوقف عمليات التعذيب ضد بعض السجينات، وتخفيف الخدمة الشاقة ضد البعض واهتمت بنشاطً لمحو الأمية في سجن النساء، وكانت من أول المتبرعين في تسليح الجيش عام 1955، بعد قرار عبدالناصر لتسليح الجيش، وقدمت جزء من مجوهراتها الخاصة، إضافة إلى أنها قامت بجمع التبرعات من أماكن عدة.
تعليقات الفيسبوك