"السعي سر النجاح".. "أحمد" استبعد من "التمريض" فحصل على منحة بريطانية
أحمد محمود الطالب الحائز على منحة الجامعة البريطانية
جاء من جنوب سيناء يحمل حلمه على سطور أوراق تنسيق الثانوية العامة، في الالتحاق بكلية التمريض، بعد أن خسر الالتحاق بكلية الطب داخل جامعة قناة السويس.
سرح بخياله في مسافة استغرقت 7 ساعات من مدينته شرم الشيخ إلى مدينة الإسماعيلية، لم يشعر معها "أحمد محمود" (19 عاما)، بطول مسافات الطريق الذي اختصرها في أن يلتحق بالتمريض، وأن يستكمل دراسته ما بعد الجامعية لأن يكون مدرسا بالكلية، يخترق حلم "أحمد" نصائح والدته التي حلمت معه بأن يصبح طبيبا ناجحا وشابا مستقيما، "أحمد خد بالك من نفسك، حافظ على صلاتك، وتمارينك، أحذر أصدقاء السوء، وإياك والانجراف وراء كل ما يسىء لك ويهدم صحتك وأحلامك".
كانت السطور السابقة هي تلخيص لبداية حلم جميل بدأ في التحقيق مع نزول "أحمد" من أتوبيس شرق الدلتا بالموقف العمومي المواجه لجامعة قناة السويس، متجها إلى كلية التمريض بعد أن تسلم ورقة التنسيق ولم يتبقى سوى اجتياز الاختبارات للانتقال إلى مبنى الكلية، ويصبح على الحلم خطوة، لكن ليس كل ما تشتهبه الأنفس تدركه.
خرج "أحمد"، باكيا حزينا لا يعلم إلى أين يتجه، يروى: "كانت أصعب لحظات مرت بحياتي عندما سألتني إحدى عضوات لجنة الاختبار، والدك بيشتغل إيه فأجبت ميكانيكي سيارات، ومع أسألة متتالية وجدتهم يقولون لي، حظ أوفر في كلية أخرى، هنا شعرت أن الدنيا قد توقفت عن الحركة وأن أنفاسي تحاشت بداخلي، حاولت جاهدا البحث عن أي فرصة تعيدني مجددا إلى الكلية، لكن دون جدوى، في وقت التحق جميع زملائي بالكلية وغادرتها أنا وحيدا حزينا".
ويضيف، "حاولت بعدها التغلب على إحباطي وحزني بمساعدة والدتي، واستقريت على الالتحاق بكلية الآداب قسم فرنساوي، كما أتاح لي التنسيق، وبدأت أشجع نفسي على أن أكمل داخلها ما تبقى داخلى من حلم، وأن اجتهد وأصبح مدرسا داخلها، وبالفعل ركزت في دراستي وأخذت كورسات في اللغة الإنجليزية والفرنسية، وكنت أذهب إلى القاهرة لأتحصل على كورس الفرنساوي داخل المركز الثقافي الفرنسي، وخلال العام الأول أحدثت طفرة في مستوايا للغتين ونميتهما بشكل كبير، وحصلت أيضا على تقدير جيد في العام الدراسي الأول بجانب ممارستي لرياضة التايكوندو والتي حصلت على بطولات محلية فيها".
وهنا بدأ الحلم يضحك من جديد، إعلان يؤكد منحة من الجامعة البريطانية لأبناء محافظتي جنوب وشمال سيناء في كلية التمريض، لم يصدق، على الفور تواصل وتأكد من صحة الخبر، ويضيف، "حددت معاد عبر الموقع الإلكتروني الخاص بهم، وتحدد معاد الامتحان، لم أفكر لحظة واحدة فيما حدث معي داخل اختبارات تمريض جامعة القناة، وإن كنت قد استشعرت الخوف بنسبة ما، وخضت الاختبارات، وخرجت النتيجة.. مبروك يا أحمد قد حصلت على منحت الجامعة"، الآن يمكنك سحب أوراقك من جامعة القناة لتصبح طالبا بالجامعة البريطانية،
دخل أحمد إلي جامعة القناة مودعا أصحابه، مصطحبا بيده حلما لم يدرك داخلها تحقيقه، حلما انبعث من جديد، في مكان جديد، يضحك أحمد بملامح الانتصار وهو يقف على مبنى رئاسة جامعة القناة، قائلا: "شكرا أيها الجامعة العريقة، تمنيت أن أكون طالبا في كلية التمريض داخلك، فكان ذات الحلم ولكن في مكان آخر، وربما عدت لكي أستاذا بكلية التمريض أعطى خلاصة علمي في الجامعة البريطانية، ولكني سأكون أكثر حرصا في تحقيق أمنية طالب دون كسر لخاطره".