البابا يحذر الكهنة من "الأنا وغياب العمل الجماعي": وظيفتكم تغيير الناس
واصل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، زيارته الرعوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعقد لقاءا مع كهنة إيبارشية نيويورك ونيو إنجلند، بحضور الأنبا دافيد أسقف الإيبارشية.
وألقى البابا، خلال اللقاء كلمة بعنوان: "الأبوة ومعطلاتها"، قائلًا: "بعد أن صرت أبونا صرت علامة للنجاح، والخدمة في الكنيسة جعانة للأبوة"، مؤكدًا أن الكهنوت وظيفته هو ليس التعليم فقط ولكن تغيير الناس وأخذهم لطريق التوبة وذلك بالقدوة وليس بالتعليم.
وأضاف البابا، أن أبوة الكاهن تظهر في الحكمة، والتصرف، والتنظيم، ومعرفة الأسر المسئول عنها وأحوالهم، والتلمذة، وروح الاتضاع، مشيرًا إلى أن بعض الكهنة مميزين وشهرتهم عن الآخرين بسبب "الأبوة".
وعن معطلات روح الأبوة، قال البابا إنها تتمثل في "ضياع الهدف من التكريس، حروب الأنا أو الذات، الثعالب الصغيرة، فقر الإبداع، غياب العمل الجماعي"، مشيرًا إلى أن حروب الذات هي من أخطر الحروب قائلًا: "ربنا يحمينا من هذه الحروب، إنسان يكون شاطر في أمر فيقع في حروب الذات، ممكن يكون متسلط ومسيطر".
وحول ما يقصده بالثعالب الصغيرة، قال البابا، إنها المعرفة الزائدة، وكبر الذات، وحروب الجسد، والمخاوف الداخلية.
وعن فقر الإبداع، أشار البابا، إلى أن "الكنيسة القبطية نشأت في الشرق الذي ظهرت فيها الأديان والفنون والفلسفة، فيما ظهر في الغرب النظريات والعلوم والاختراعات، ولذا هناك فرق كبير بين الشرق والغرب".
وقال البابا للكهنة: "لابد أن نبدع في الخدمة وأساليبها، ولا تقدم لأولادك أكل بايت ولكن يكون أكل جديد وصابح، وعليك أن تعرف كيف تشجع وتفكر في فكرة جديدة".
واختتم البابا عظته بالقول: "اهتم بشخصك، بمخدعك، بأسرتك، بخدمتك، بكنيستك ولا تسمح أبدًا بمعطلات الأبوة أن تدخل داخلك".
يذكر أنه البابا بدأ الخميس الماضي، زيارة رعوية إلى أمريكا، يرافقه خلالها وفد يتكون من: "الأنبا دوماديوس أسقف 6 أكتوبر وأوسيم، والأنبا ماركوس الأسقف العام لكنائس حدائق القبة والوايلي، والقس أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل سكرتيري البابا".
وتعد هذه الزيارة الثانية للبابا إلى الولايات المتحدة منذ جلوسه على الكرسي البابوي في نوفمبر 2012، بعدما زارها لأول مرة في 2015، وكانت مخصصة للشطر الجنوبي، فيما تأتي الزيارة الحالية بعد تأجيل لمدة عام حيث كانت مقررة العام الماضي، إلا أن البابا أجلها بسبب ظروفه الصحية وخضوعه لإجراء جراحة بسبب الانزلاق الغضروفي في الظهر بأحد مستشفيات ألمانيا.