فبعد الفحص والمحص والتمحيص، إزى إنسانيتك النهارده؟ إن شاء الله تكون بخير، أنا ودى بس أطمن عليها أو بمعنى أصح أفكرك بيها، قوم شوفها كده شغالة ولا عطلت من الركنة، طيب شيل الحجارة وركبها تانى، جربت تعملها تمارين زى ما بتعمل لجسمك علشان تعمل سكس باكس وعضلات أو تاخد لها دروس تقوية مثلا، طيب جربت تلعب لها ضغط علشان تقويها، أو تأخد لها فيتامينات علشان تزيد وتتحسن، هو إنت مجربتش تعمل دورة تدريبة مثلا وتسميها كيف تصبح إنسانا فى خمس خطوات؟
أكيد لأ.. طيب شد مد شهيق زفير، هوب اتنين ثلاثة أربعة، تعالى هنا إنت بتعمل إيه.. بعمل التمارين اللى قولت عليها علشان أصحصح إنسانيتى كده وأظبطها.
شوف أخينا معجبوش الكلام واتعامل معاه بمنتهى الاستهزاء إزاى؟ أنا عارفة إنك بتتعامل مع السؤال بنوع من أنواع التهريج علشان تهرب من وجعه وعارفة كمان إنك من جواك بتقول يا أرض اتشقى وإبلعينى، إيه السؤال اللى لا كان ع البال ولا ع الخاطر ده، طبعا عندك حق، أصل إنت لو قعدت فكرت بينك وبين نفسك هتلاقينا ركنا بند الإنسانية ده على جنب ومبقاش فى قاموس تعاملتنا اليومية من الأساس، تجردنا منه وعن عمد، ما هى دى الصفة الوحيده اللى ما تقوليش إن المعيشة الصعبة وظروف الحياة هما السبب في التخلى عنها، دى صفة جاية من تكويننا، ولما إنت بتفقدها بتبقى استغنيت عن نفسك من الأساس.
الإنسانية.. كلمة برضه ليها هيبتها يا أخى، فأكيد لما أسالك إزى إنسانيتك النهارده؟ لازم تتخض، ما هو لما أسالك وأفكرك بيها وإنت لاغيها لازم تحس بضئالتك، لما تنسى الصفات اللى ربنا عز وجل خلقها فيك علشان يميزك يبقى لازم فعلا تفكر وتراجع نفسك ألف مرة ومرة.
ابتسمت فى وش جارك النهارده لما شفته وإنت نازل شغلك؟ لأ.. تبقى صفة الإنسانية مش شغالة عندك وعاوزة تتصلح، عارف ليه؟ لإن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال لنا: "تبسمك فى وجه أخيك صدقة"، وطالما إنت ما ابتسمتش فى وش جارك تبقى ما تصدقتش والإنسانية عندك بعافية شوية.
طيب جربت تكون شجاع لما شفت الأسطى عبده الميكانيكى بيضرب الواد حودة اللى بيشتغل معاه فى الورشة، وتروح تدافع عنه وتخلصه من إيده؟ لأ.. طيب أحب أبشرك بإن الإنسانية عندك عاوز لها شوية فيتامينات تقويها حبتين، علشان الشجاعة فى الخير نوع مهم جدا من أنواع الإنسانية.
جربت تقوم من مكانك النهاردة وإنت راكب الأتوبيس، وتقعد الحاج حسين اللى واقف طول الطريق على حيله مكانك؟ لأ.. طيب ما هو كده يبقى معندكش رحمة ودى أهم صفة من صفات الإنسانية.
بقول لك إيه.. كانوا بيقولوا إن الست عواطف بعافية شوية من قيمة أسبوع.. روحت إطمنت عليها؟ لأ.. طيب وده اسمه كلام؟ هى مش الست عواطف دى برضه فى مقام خالتك، طيب إنت كده ما بتعرفش تحس بغيرك، وده بند خطير جدا من بنود الإنسانية.
جبرت بخاطر عم جلال "الغلبان" لما جرى يسلم عليك زى كل يوم وإنت راجع من الشغل، ولا قولت له إبعد عنى يا عم جلال علشان أنا مش طايق نفسى؟ لأ.. يأخى ده جبر الخواطر على الله.
طيب جربت متفاصلش النهارده مع الست أم محمود بياعة "الفجل" وتهد حيلها فى مناقشة كل يوم وإنت بتتهمها إنها بتغلى سعره؟ لأ.. طيب ولا مؤاخذة يعنى ما هو غلو سعر الفجل هيوصل كام يعنى، يا عم ماتجيش ع الغلبان، واعتبرها صدقه.
جاملت الأستاذ محسن فى فرح ابنه عماد؟ لأ.. طيب إنت تعرف إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم.
نزلت عزيت أبو كريم فى وفاة مراته، ولا كبرت دماغك؟
بيقولوا إن أختك سعاد متخانقة خناقة كبيرة مع جوزها من قيمة أسبوع، ها.. هتروح تطمن عليها إمتى؟، ولا مش ناوى؟
اتصلت بأمك وأبوك النهارده واطمنت عليهم ولا لأ؟ أعتقد إن دى حاجة بسيطة جدا.. ده مجرد اتصال، اوعى تقول لأ.
يعنى يوم كامل فى حياتك عدى كده من غير ما تعبر فيه عن إنسانيتك؟ من غير ما تمارس فيه بند واحد من بنودها؟ على الرغم من إن كلها حاجات سهلة وبسيطة ومش مكلفة.
الرحمة والمودة والابتسامة والخير بقت حاجات تقيلة على قلوبنا ومكسلين نمارسها، مع إن لو تم استغلالها حياتنا كلها هترجع تانى أحلى وأحلى.
مهم قوى من فترة للتانية كل واحد فينا يسأل التانى "إزى إنسانيتك النهارده؟"، يمكن لما نفكر بعض نحس شوية ونرجع نشغلها بدل ما هى عطلانة كده ولا تستغل.