زهوة "أول يوم مدرسة".. برجر ومارشميلو ومصروف كبير: "متاخدوش على كدة"
لارا في أول أيام الدراسة
الابتسامة تعلو وجوه الآباء والأمهات معًا، والأيادي متشابكة بالمحبة، ونظرات الافتخار بالصغار لا تخفى على أحد، وكما أن للغربال الجديد شدة، فلليوم الأول في المرحلة الابتدائية زهوة، تبدأ من ملابس نظيفة معطرة، وتنتهى بمصروف يرضى طلاب الصف الأول الابتدائى، كنوع من التشجيع، وإزالة الرهبة عن أول يوم، لكنه مصروف كاذب سرعان ما سيتغير.
كان كل شيء داخل منزل "لارا" جاهزا لليوم الدراسي الأول، تطمئن الصغيرة على ملابسها كل لحظة، وتوصي الأم على رأس كل ساعة بمحتويات "اللانش بوكس"، وكان للمصروف حديث جاد بين الصغيرة وأمها، انتهى على أنها ستحصل في أول يوم على شطائر برجر والجبن الرومي ومارشميلو وعصير وشكيولاتة و5 جنيهات.
في الصباح كانت الأم تغني لطفلتها وهي توقظها "أمورتي الحلوة بقت طعمة ولها سحر جديد" ثم انطلقت الأسرة إلى المدرسة: "طبعا أول يوم لازم الدلع كله، لكن مع الوقت بقى الأمور هتتغير"، تحكي إيناس والدة لارا ضاحكة، فعقب عدة أيام ستتغير ملامح ذلك "الدلع" قليلًا، وستعود المأكولات إلى الجبن فحسب، والتغغير فى المصروف سيكون طفيفًا، من 5 إلى 3 جنيهات: "هيا كده كده مش بتحتاجه أنا بديهولها كتحفيز مش أكتر، وبشتريلها أنا بقى كل اللى عايزاه".
لحظات من المحبة الخالصة، والافتخار المطلق، عاشها أحمد يوسف بينما يتابع بعينيه، ابنه الصغير طارق وهو يتجهز لأول يوم دراسي، فالابن كان يتجهز لليوم كما لو كان عيدًا بحسب وصف الأب، وحين كان أول يوم على باب المنزل، طلب مصروفه، وأعطاه والده 15 جنيهًا، ولم ينس أن يخبره أن كل ما حصل عليه فى أول يوم دراسي جنيها واحدا: "وهو كان مبسوط عشان خاطر دايما بقوله عن المدرسة حلوة، ولازم تبقى شاطر جواها عشان تطلع حاجة حلوة زى ما تحب" يحكى الأب، الذي اشترى لابنه كل ما يرغب فيه أول يوم، لكنه عاد إليه من المدرسة ولا تزال فى جيبه الـ15 جنيها: "وقاللي عايز أحوشهم، وفي الأيام الجاية المصروف هيقل وممكن يبقى 5 أو أقل، ده عشان دلع أول يوم بس".
الأمر كان مشابه لصنيع حسن عبدالواحد حين أعطى ابنه سيف 10 جنيهات، إضافة إلى قائمة من الطلبات سبق للصغير طلبها: "ده كله عشان رهبة أول يوم بس، غير كده الأيام الجاية هتبقى المعاملة مختلفة" يحكي الأب مبتسمًا، بينما يتمنى لطفله التوفيق في كل خطواته القادمة.