بالصور| الأصدقاء الثلاثة من الموقف للمدرسة متجمعين: "الدراسة باب رزق"
الأصدقاء الثلاثة يخصصون سياراتهم لنقل الطلاب: "الدراسة باب رزق"
في الوقت الذي تزاحمت فيه الأتوبيسات الضخمة أمام المدرسة، في انتظار المزيد من أولياء الأمور للتعاقد معهم من أجل نقل أبنائهم، بأول أيام العام الدراسي الجديد، وقف ثلاثتهم بجانب سياراتهم ضئيلة الحجم يتناقلون النظر بينهم ويعيده مرة أخرى إلى باب المدرسة والأهالي الذين تزاحموا أمامها ليتمكنوا من جذبهم.
لافتات كبيرة مطبوعة حددت خطوط سير مختلفة من المطرية والأميرية وعين شمس وجسرالسويس وشارع الكابلات والحلمية، وضعوها على زجاج سياراتهم ليتمكنوا من جذب الأهالي للاتفاق معهم لنقل أبنائهم يوميا إلى المدرسة، كانت وسيلة أيمن حسين ومحمد علي وأحمد فتحي، لفتح باب رزق جديد لهم.
لم تكن الفكرة وليدة الصدفة، حيث كانت تربط سائقي الميكروباصات الثلاثة صداقة قوية من قبل، حيث يعملون معا بموقف المطرية منذ حوالي 10 أعوام، بحسب ما قاله أيمن، مضيفا أنه مع ارتفاع أسعار البنزين وزيادة قيمة السلع الغذائية نصحهم أحد أصدقائهم من سائقي الأتوبيسات المدرسية بالاتجاه لنقل الطلاب في فترة الدراسة.
أعجب الأصدقاء الثلاثة بتلك الفكرة، وسارعوا بتنفيذها في "الترم" الثاني من العام الماضي، حيث كانت قيمة الاشتراك للطفل الواحد 300 جنيه، وتواصلوا مع معارفهم لنقل أبنائهم، كما التقوا بأولياء أمور بمدرسة الشهيد مصطفى يسري عميره بنات، واشترك معهم البعض بالفعل بسبب مشكلات مع الأتوبيسات المدرسية أو لانخفاض قيمة الاشتراك مقارنة بغيرهم.
"في أهالي كتير بتفضل الميكروباص دلوقتي عن الباص لأنه أسرع وفلوسه أقل، والتاني بيلف كتير".. بهذه الكلمات عبر السائق أيمن عن نجاح تجربته مع أصدقائهم بين الأهالي، موضحا أنهم حددوا خطوط السير القريبة منهم التي يوجد بها الكثير من الطلاب والبسيطة لتجنب مشكلة الأتوبيس المدرسي التي يعاني منها البعض.
ومنذ ذلك الحين، تعتبر المدارس باب رزق لأيمن وأصدقائه، حيث إنه مع ارتفاع أسعار البنزين زادت قيمة الاشتراك للفرد لتصل إلى 400 جنيه، ما يجعل كل منهم يحصل على 5400 جنيه شهريا من نقل الطلاب فقط، كونهم المالكون لسياراتهم، وهو ما يوفر لهم راتبا جيدا، قائلا: "إحنا دلوقتي بقينا نستنا المدارس بفارغ الصبر عكس الطلاب اللي مش عايزين يروحوا وأكتر ما أحنا نفسنا كنا في المدرسة"، كما أنهم بعد انتهاء الدورة المدرسية يعودون لاستكمال رحلاتهم بموقف المطرية لنقل آخرين من الركاب كحياتهم الطبيعية.