"الجارديان": ترامب وضع الهوية الأمريكية على المحك بتصرفاته
الرئيس الأمريكي-دونالد ترامب-صورة أرشيفية
هاجمت صحيفة "جارديان" البريطانية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصفته بـ"الرئيس الصاخب والمتهور والمتبجح والمتسلط الذي توقعه الجميع قبل أن يصل إلى سدة الحكم قبل 20 شهراً"، مضيفة أن الولايات المتحدة عالقة في كابوس أشبه بالتعويذة السحرية منذ وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في عام 2017.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير بعنوان "كيف وضع ترامب هوية أمريكا على المحك": "إن هناك حقيقة واحدة ومتسقة على مدار حملته وهي أن نظامه مزور، وربما كانت هيلاري كلينتون، على الأرجح هي الديموقراطية الأقل احتمالاً لإصلاح هذه البلاد، لكن في ذلك الوقت، يبدو أن الملايين من الأمريكيين كانوا راغبين تماماً في تسليم مصائرهم إلى رجال الأعمال وأصحاب المليارات الذين أمضوا العقود الماضية في تزوير النظام".
وأضافت الصحيفة: "لقد كان الإنجاز الذي تحقق حتى الآن في رئاسة ترامب الزائفة، هي تخفيضات ضريبية هائلة للشركات، الأمر الذي أدى إلى عمليات إعادة شراء هائلة للمنتجات والبضائع، في حين أن الرعاية الصحية الجيدة، ووجودها بأسعار معقولة، والمرتبات المجزية والمساواة الإجتماعية، ونظام التعليم العالي، كل ذلك يضيع في مستنقعات عقلية ترامب المتهورة".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى توقع أحد المعلقين على فوز ترامب، "وهي نبوءة مؤسفة بلا شك، والتي تحقق منها شوطاً طويلاً حتى الآن، حيث قال، سيكون الأمر كما لو أن أوباما لم يكن رئيساً قط، فإتفاق المناخ في باريس، والصفقة النووية الإيرانية، والعلاقات مع كوبا، التنظيم المالي، ومعايير كفاءة الوقود، وانبعاثات محطات الطاقة وانبعاثات الميثان، وتخفيف عبء الديون عن الطلاب، وقرار خط أنابيب كيستون، تم عكس كل هذه الأمور وأكثر ولم يبق إنجاز واحد لأوباما إلا قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة".
ونقلت الصحيفة البريطانية، تصريح مارتن جانز، وهو منظم للنقابة ومستشار لأوباما، "لقد كان نهج أوباما بالكامل هو التقليل من المعارضة، بدلاً من زيادة الدعم إلى أقصى حد".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الهوية الأمريكية هي في جوهرها هوية سياسية، مبنية على مبدأ المساواة بشكل أساسي، كما أعلن الآباء المؤسسين الأمريكيين السابقين في عام 1776 من أن جميع الرجال خلقوا متساوين من حيث المبدأ، ولكن من أجل أن يكون المبدأ واقعاً معيشاً يتطلب ذلك مواطنة متساوية، ومكانة للجميع، والمساواة أمام القانون، وبعبارة أخرى، أمام قوانين البلاد التي تم تحديدها وتنقيحها من قبل حكومة تمثيلية حقيقية، هذه هي الديمقراطية.
وتابعت الصحيفة البريطانية في تقريرها: "دعونا نقترح أن هذه الهوية السياسية القائمة على المساواة هي هوية أمريكية حقيقية، متفوقة على جميع الاختلافات في العرق والثقافة واللغة والدين ومكان المنشأ، وقد نقترح كذلك أن هذه الهوية الأمريكية أو هذه الهوية السياسية، تتطلب تفويضاً كبيراً من الشعب الأمريكي".