رحلة "شيماء" للمدرسة محاصرة بمياه الصرف والكهرباء: "اقفز عشان توصل"
الطالبه "شيماء "تعبر الصرف الصحي وأسلاك كهرباء عريانه لذهاب لمدرستها بالمحلة
"رحلة الموت من أجل التعليم".. لحظات من الخوف تشهدها فتاة لا تزال في العقد الثاني من عمرها، كل يوم أثناء توجهها إلى مدرستها "السيدة زينب" التابعة لإدارة شرق المحلة التعليمية، بمحافظة الغربية، أملا في تحقيق هدفها، بسبب أسلاك الكهرباء المتهالكة، وبرك المياه المحيطة بمنزلها.
ففي منطقة أبوشاهين التابعة لحي أول المحلة، بمجرد أن تطأ قدم الفتاة "شيماء عادل السيد محمود"، وخروجها من أبواب منزلها من إحدى العمارات السكنية تجد كميات من البرك والمستنقعات التي بلغ ارتفاع منسوبها إلى أكثر من 100 سم داخل منازل المنطقة، وهو ما تسبب في عدم تمكنها وخروجها من منزلها مثلها مثل المئات من أسر والعائلات القاطنين بذات المنطقة في ظل انبعاث الروائح الكريهة ومخاطر من انتشار الأوبئة والأمراض المزمنة التي تهدد حياة وأمن المواطنين.
"والله أنا مش عارفه أعمل إيه دلوقتي السنة الدراسية بدأت وأنا كل ما أخرج من باب شقتنا عشان أروح مدرستي الثانوية السيدة زينب بحاول أقفز من فوق الكراسي، وأقفاص حوش عمارة سكنية وبخاف جدا من كابلات التيار الكهربائي المتهالكة، وكل زملائي من جيران بيعانوا من نفس أزمتي".. بتلك الكلمات التقطت "شيماء" صاحبة الـ15 عاما، خيط الحديث مع "الوطن".
وأوضحت الفتاة، أنها تعاني هي وزملائها من غرق منازلهم بالكامل في مياه الصرف الصحي والقاذورات التي لا تمكنهم من الذهاب إلى مدارسهم في أجواء مستقرة، مشيرة إلى أن مسؤولي الجهات التنفيذية وشركة مياه الشرب والصرف الصحي لا يلتفتون إلى الكارثة التى تهدد حياة طلاب المدارس بسبب كابلات أعمدة الكهرباء وعدادات الكهرباء المتهالكة والعريانة خشية تعرضهم للصعق الكهربائي.
وأكد عادل السيد موظف حكومي والد الفتاة، أن أهالي منطقة أبوشاهين بحي أول المحلة تقدموا بشكاوى رسمية إلى اللواء المهندس هشام السعيد محافظ الغربية، وغرفة عمليات وطوارئ ديوان مجلس المدينة وحي أول لإغاثتهم بسبب كميات مياه الصرف الصحي الملوثة والمخلوطة بالصرف الصناعي، ما يعرض حياتهم لخطر الموت، حسب قوله.
من جانبه، أعطى اللواء ناصر أنور طه رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة توجيهاته إلى المحاسب مسعد داود رئيس حي أول المحلة، بضرورة التنسيق مع المهندس محمود عاطف نصر مسؤول شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحلة، سعيا في تخصيص سيارات لكسح وشفط المياه المتراكمة بالعمارات السكنية، وحل أزمة خطوط الصرف الصحي بالمحطة بشكل دوري.