في الصباح الباكر يبدأ يومه بارتداء ملابسه المهندمة، ذاهبا إلى المدرسة التي يعمل فيها معلما للغة العربية، لكن "الأيامة" تنتهي مع انتهائه من شرح دروسه اليومية، ليلحق بالورشة التي يعمل فيها "استورجي" يدهن أثاث المنازل.
مشوار طويل قضاه حمادة الدالي، مع مهنة الاستورجي التي يحمل لها فضل استكمال دراسته الجامعية حتى أصبح مدرسا للمرحلة الابتدائية، بأحد مدارس قلعة المرازيق، التابعة لمدينة البدرشين، حاصلا على راتب شهري 1400 جنيه، "من وأنا في المدرسة بشتغل مع والدي في النجارة وبنساعده في المصاريف لحد ما دخلت الجامعة وبقيت مدرس وصنايعي باليومية مسئول عن أسرة وبيت، وتفوقي وحبي للغة العربية من صغري هو اللي ساعدني اطلع مدرس و متعبش أيام الجامعة".
مسئولية كبيرة تقع على عاتق الرجل صاحب الـ 39 عاما، المتحمل مصاريف أولاده الثلاثه بجانب والده المريض ووالدته، جعلته يضطر العودة إلى حرفة الطفولة، بعد فشله في اللجوء لإعطاء دروس خصوصية لعدم اهتمام الأسر في القرية التي يعمل فيها بتعليم أولادهم "القرية عندنا بيجوزا بناتهم لما يوصلوا إعدادي محدش بيهتم بالتعليم ولا الحصول على دروس خصوصية، وكل أولياء الأمور بيحرصوا يدوا لأولادهم دروس مع مدرسين المدرسة عشان أعمال السنة".
بجسد يملأه الأرهاق، لم يقصر حمادة، الحاصل على شهادة تقدير من المدرسة لانضباطه بالمواعيد العام الماضي، في عمله كمدرس متحملا مسئولية تعليم أطفال اللغة العربية، "برغم إني بشتغل لحد بالليل عشان أخد اليومية بتاعتي وبصحى بدري مرهق جدا لكن مقدرش أقصر في حق الطلاب اللي بعلمهم، محتاجين بس الدولة تهتم بحال المعلم أي دولة لما تحب تنهض بتهتم بالتعليم والصحة".
تعليقات الفيسبوك